التصنيفات: الصناعة والإبتكار

الانفجارات النووية

آثار الانفجارات النووية

يؤدي تفجير الأسلحة النووية إلى حدوث الظواهر التالية:

1. موجة الصدم: إن مايقرب من نصف الطاقة الإجمالية التي تنتج عن انفجار نووي يكون بشكل موجة الصدم، وتكون بشكلين: أمواج عالية الضغط ورياح عاصفة، والأمواج عالية الضغط يقصد بها حدوث موجات ضغط هائلة تنتقل عبر الهواء بسرعة تفوق سرعة الصوت، ومع انتشار موجة الصدم تتناقص قوتها تدريجياً إلى أن تتبدد كلياً على مسافات قد تبلغ عشرات الكيلومترات أو أكثر إذا كانت قوة القنبلة في حدود الميغاطن.

وبما أن جسم الإنسان يستطيع أن يتحمل ضغوطاً تصل إلى ضعف الضغط الجوي فإن معظم الوفيات سوف تحدث بشكل غير مباشر بسبب الرياح العاصفة نتيجة سقوط المباني أو الحطام على الناس، أو بسبب ارتطامهم بالجدران أو غيرها من الأجسام الصلبة.

ومن الآثار غير المباشرة لموجة الصدم الحرائق، حيث أن هذه الموجة سوف تتلف الأفران والمواقد، وتحطم مستودعات الوقود والسيارات، وتسكب أنواع الوقود الطيارة أو المتفجرة وتسبب أعطال التماس، ولن يكون هناك مفر من اندلاع الحرائق، كما يمكن لموجة الصدم أن تحطم الخزانات والسدود فتسبب فيضانات مدمرة، ويمكنها كذلك أن تدمر مصانع الكيماويات والمفاعلات النووية فضلاً عن مخازنها فتنطلق المركبات السامة إلى البيئة.

2. الموجة الحرارية

تشكل الموجة الحرارية حوالي ثلث الطاقة الكلية التي تطلقها القنبلة النووية، وهي تنتج من الحرارة البالغة الارتفاع التي تولدها القنبلة لحظة انفجارها ولاتستمر طويلاً، إذ تستغرق حوالي ثانية واحدة بالنسبة للقنابل ذات القوة الانفجارية المنخفضة، ونحو عشر ثوان بالنسبة للقنابل التي تبلغ الميغاطن، وتبدأ الموجة الحرارية فوراً حيث تسبق موجة الصدم بفترة طويلة وتنتقل بسرعة الضوء.

وتأثير الحرارة المرتفعة يتظاهر بتبخير كل شيء ضمن مسافة معينة من موقع الانفجار، وصهر المواد الصلبة على مسافات أكبر وإشعال الحرائق على مسافات أكثر بعداً.

تؤدي الموجة الحرارية إلى آثار مدمرة نتيجة اندلاع عاصفة نارية أو حريق مستعر (Super Fires) من النوع الذي اندلع في هيروشيما واجتاح هامبورغ ودرسدن وطوكيو أثناء الحرب العالمية الثانية، ومن الممكن أن ترتفع الحرارة في نطاق منطقة العاصفة النارية، لدرجة أنه حتى المخابىء ذات الحماية الفائقة يموت الناس بسبب الحرارة أو نقص الأوكسجين أو نتيجة استنشاق أول أكسيد الكربون.

3. الإشعاع الأولي

إن معظم الأسلحة النووية عند انفجارها تطلق نسبة صغيرة من الطاقة على شكل نيوترونات، وأشعة غاما تنبعث في الدقيقة الأولى.

ويستثنى من ذلك رؤوس القذائف المعززة الإشعاع والتي تعرف عادة باسم القنابل النيوترونية، إذ أن نسبة الطاقة التي تحملها النيوترونات في هذه القنبلة يمكن أن تبلغ نظرياً %80، وإذا كانت القنابل تزيد قوتها على 100 كيلوطن فإن منطقة الهلاك بفعل الصدم والحرارة تكون أكبر من منطقة الهلاك بفعل الإشعاع، وبالتالي لن يضيف الإشعاع الأولي كثيراً إلى إجمالي ضحايا القنبلة، أما عند استعمال قنابل أصغر ولاسيما القنابل النيوترونية، فإن منطقة الهلاك بفعل النيوترونات وأشعة غاما أكبر كثيراً من منطقة الهلاك بفعل الصدم والحرارة

4. التساقط الإشعاعي المحلي

إذا لامست كرة النار الأرض وهذا رهن بحجم القنبلة والارتفاع الذي يحدث عنده التفجير، تترسب النواتج المشعة للقنبلة باتجاه الريح وتعرض الناس ضمن مناطق معينة لجرعات مميتة من الإشعاع، وتكون المواد المترسبة خلال الساعات الأربع والعشرين الأولى مايسمى «التساقط الإشعاعي المحلي» الذي يمثل حوالي نصف النشاط الإشعاعي الإجمالي الناتج عن الانفجار، أما النصف الثاني فيتكون من جسيمات أدق، ويتصاعد في الجو مع سحابة الفطر، فعند حدوث انفجار سطحي لقنبلة قوتها ميغاطن واحد يمكن أن يتلقى الأفراد الموجودون في العراء جرعات إشعاعية مميتة ضمن منطقة تبلغ 2000 كيلومتر مربع تقريباً، ويمكن تلقي جرعات ضارة على امتداد منطقة تبلغ مساحتها نحو 10000 كيلومتر مربع.

5. التساقط الإشعاعي العالمي والمتوسط

إن تعبير التساقط الإشعاعي لاينطبق إلا على حالة القنابل الكبيرة التي تقع في نطاق الميغاطن، حيث أن النشاط الإشعاعي المنطلق من هذه القنابل لاينتج تساقط إشعاعي محلي بل يصعد إلى الغلاف الجوي الزمهريري، حيث ينتشر فوق العالم كله قبل أن يهبط على الأرض ببطء على مدى شهور أو سنوات كتساقط عالمي النطاق حيث أن التساقط الإشعاعي خلال تلك الفترة يتضاءل حتى يبلغ الخطر الخارجي من أشعة غاما مستوى لايذكر، وعندئذ يتزايد الخطر الذي يهدد الناس وذلك نتيجة ابتلاع أو استنشاق النويدات المشعة طويلة العمر مثل السترنسيوم/90 والسيزيوم/137.

ولكن الأمر ليس كذلك بالنسبة للقنابل ذات القوة الانفجارية المنخفضة، فالنشاط الإشعاعي المنطلق من مثل هذه القنابل يختزن إلى حد كبير في الطبقة الجوية السفلى الأشد اضطراباً، وترتفع النسبة المئوية المختزنة هناك من النشاط الإشعاعي مع انخفاض قوة انفجار القنبلة، وهكذا فإن %80 من النشاط الإشعاعي لقنبلة قوتها 100 كيلوطن خطوط العرض العالية في نصف الكرة الشمالي يختزن في الطبقة الجوية السفلى، وبعدئذ سرعان ماتدور الجسيمات المشعة حول الكرة الأرضية عدة مرات في شريط مستعرض حول خط العرض الذي وقع عنده الانفجار، وبعد ذلك تتساقط على الأرض في خلال بضعة أسابيع، وبسبب قصر هذه الفترة يكون النشاط الإشعاعي أشد قوة مما في حالة التساقط العالمي النطاق ويسمى بالتساقط المتوسط.

إن التساقط المتوسط لن يؤدي إلى آثار حادة إلا عندما تسبب الأحوال الجوية تركيزات محلية من النشاط الإشعاعي تسمى نقاط فرط الإشعاع، أما أثرها على المدى الطويل فسوف يكون ارتفاعاً في معدلات وقوع السرطان والعيوب الوراثية.

6. النبضة الكهرومغناطيسية

وتسبب تلفاً أو عطلاً في الأجهزة والمعدات الكهربائية والإلكترونية الواقعة ضمن مدى تأثيرها.

وأخيراً مما لاشك فيه أن العواقب الفعلية لحرب نووية أمر لايمكن التنبؤ به أبداً، وقد يكون دمار البيئة على المدى البعيد وتمزق النظام البيئي للكرة الأرضية في نهاية المطاف أكثر تدميراً للجنس البشري من التأثيرات التدميرية قصيرة المدى المرعبة للتفجيرات النووية ذاتها وسقوطها المشع، وعليه فإنه لابد من إعادة تقويم السياسات الاستراتيجية للدول النووية، ويقول «ونستون تشرشل» أن التقدم في صناعة الأسلحة والقاذفات أعطى الجنس البشري الوسيلة لتحقيق انقراضه، فهل ستتحقق نبوءة هذا القائد العظيم؟

فيديو انفجار نووي

https://www.youtube.com/watch?v=zsTRxXvQY0s

بعض اثار الانفجارات

شارك
نشر المقال:
خالد ابو غالي