التصنيفات: اخر الأخبار

اكتشاف عظم يد إنسانية مستقيم يعود إلى مليوني عام

اكتشف العلماء أقدم أحفورية معروفة لعظام يد تعود لكائن شبيه بالإنسان الحديث، وقد أشار الباحثون إلى أن هذا الكائن ينتمي إلى أحد أقارب الإنسان المجهولين، والذي من المتوقع أن حجمه كان أطول وأكبر بكثير من معاصريه.

يشير الباحثون في الدراسة الجديدة بأن هذا الاكتشاف الجديد يكشف عن أدلة حول الفترة الزمنية التي بدأت فيها يد الكائن الشبيه بالإنسان الحديث لأول مرة بالظهور في السجل الأحفوري، وتشير إلى أن أقارب البشر القديمين كانوا أكبر مما كان يعتقد سابقاً.

من السمات الرئيسية التي يتميز بها البشر عن جميع الأنواع الأخرى التي لا تزال على قيد الحياة اليوم، هي قدرتهم على صنع واستخدام الأدوات المعقدة، وهذه القدرة لا تعتمد فقط على الدماغ البشري القوي للغاية، ولكن أيضاً على مهارة اليد البشرية.

تبعاً لكبير معدي الدراسة (مانويل دومينغيز-رودريغو)، وهو متخصص في أصول الإنسان القديم في جامعة كومبلوتنسي في مدريد، تعتبر اليد واحدة من الخصائص التشريحية الهامة التي يتميز بها البشر، حيث أن يدينا تطورتا بشكل يسمح لنا بتأدية مجموعة متنوعة من عمليات التحكم، كما أنها مزودة بما يكفي من القوة التي نحتاجها للسماح لنا بالقيام بأوسع قدر ممكن من معالجة الأشياء، وذلك مقارنة مع أي من الرئيسيات الأخرى، وهذه القدرة على المعالجة هي ما يتفاعل مع أدمغتنا ويطور الذكاء لدينا.

كيف تطورت اليد

أشارت التحليلات السابقة لحفريات أشباه البشر – وهي مجموعات من الأنواع التي تتكون من البشر وأقاربهم بعد الإنفصال عن سلالة الشمبنزي- بأن أشباه البشر القدماء كانوا قد تكيفوا مع قضاء حياتهم بين الأشجار، فعلى سبيل المثال، يمكن أن نرى بأن أيدي أشباه البشر القديمين غالباً ما كانت تمتلك عظام أصابع منحنية مناسبة تماماً للتدلي من فروع الأشجار، في حين أن الإنسان الحديث هو من الرئيسيات الوحيدة التي تمتلك عظام أصابع مستقيمة.

كثيراً ما يقترح العلماء بأن أيدي الإنسان الحديث قد تطورت لتلائم استخدام الأدوات الحجرية، ومع ذلك، فقد اقترحت الاكتشافات الحديثة لأحفوريات أشباه البشر قصة أكثر تعقيداً وراء تطور اليد الحديثة، فعلى سبيل المثال، تبين بأن بعض عظام أيدي بعض أنسباء أشباه البشر القديمين تكون في بعض الأحيان أكثر شبهاً بأيدي الإنسان الحديث من الأنسباء الأكثر قرباً إلينا.

تبعاً لـ(دومينغيز-رودريغو) فإن الأيدي الشبيهة بالأيدي المعاصرة في الماضي يمكن أن تخبرنا عن الفترة التي تحول فيها البشر إلى كائنات أرضية بالكامل، والفترة والكيفية التي استطاع فيها أجدادنا استخدام الأدوات بكفاءة.

لمعرفة المزيد عن تطور اليد الحديثة، قام العلماء بتحليل عظام اليد المكتشفة حديثاً والتي يرجع تاريخها إلى قبل أكثر من 1,84 مليون سنة والتي تم استخراجها من تنزانيا، حيث كانت الحفريات السابقة قد ساعدت العلماء على التأكد من أن أفريقيا كانت مهد البشرية.

كان العظم الجديد يعود على الأغلب إلى جزء من الإصبع الصغير لليد اليسارية لكائن بالغ يعود لسلسلة من أشباه البشر المجهولين المماثلين للإنسان المنتصب، والذي هو أول نوع من أشباه البشر المعروفين بالاحتفاظ بالأدوات التي كانوا يصنعونها بصورة منتظمة، والجدير بالذكر هو أن حجم العظام يعادل ذات حجم العظم المماثل له في يدنا، أي بطول حوالي 1.4 بوصة (3.6 سم).

بحسب (دومينغيز-رودريغو) فإن الاستقامة وغيرها من المميزات التي يتمتع بها العظم المكتشف حديثاً، تشير إلى تكيف هذا الكائن مع الحياة على الأرض بدلاً من الأشجار، وهذا يشير إلى أن العديد من السمات الرئيسية التي يتميز بها الشكل الحديث للجسم البشري قد ظهرت في تطور أشباه البشر في وقت مبكر جداً.

اقترحت الأبحاث السابقة بأن أشباه البشر قد بدأوا بالمشي على قدمين منذ حوالي 6 ملايين سنة، وهذا ما قد ساهم ربما في تحرير أيديهم لمساعدتهم على استخدام الأدوات، وعلى الرغم من ذلك، فقد أظهرت التحليلات التي أجراها الباحثون والتي تعود لأشباه بشر يعودون لحوالي 2 مليون سنة سابقة، بأنهم كانوا يمتلكون أيدي ذات وظيفة مزدوجة، مما كان يسمح لأشباه البشر الصعود إلى الأشجار والمشي على قدمين على الأرض.

الجدير بالذكر أنه قبل أن يتم اكتشاف هذا العظم الأحفوري القديم لعظام اليد، كان العلماء غير متأكدين من الفترة التي بدأت فيها أيدي أشباه البشر بأخذ الشكل الحديث لليد وأصبحت متخصصة لمعالجة الأشياء.

الحجم الكبير لأشباه البشر

تكشف هذه النتائج أيضاً أن أشباه البشر هؤلاء الغير معروفين بعد، كانوا أكبر حجماً من أنوع أشباه البشر الأخرى التي كانت تعيش في نفس الوقت أو قبل ذلك، وبحسب (دومينغيز-رودريغو) فإنه إذا كانت هذه العظام المكتشفة حديثاً تعود إلى إنسان حديث، فإن هذا الشخص من المرجح أن يكون طوله حوالي 5 أقدام و 9 بوصات (1.75 متر)، وهذا الطول يزيد عن أطوال أنواع أشباه البشر الأخرى التي لا تتجاوز المتر الواحد.

ما أهمية هذه النتائج؟

تبعاً لـ(دومينغيز-رودريغو) فإن المتخصصين في هذا الموضوع، كان لديهم صعوبة دائمة في فهم الكيفية التي استطاع من خلالها الإنسان الذي يكاد يصل طوله إلى متر واحد (3.3 قدم)، أن يصطاد بكفاءة جميع أنواع الحيوانات الكبيرة الحجم التي كانت منتشرة في تلك الفترة، ولكن الآن، وبعد أن أظهر الاكتشاف الجديد بأن كائنات أكبر وأكثر حداثة كانت موجودة على القائمة في ذلك الوقت، فإن هذا يفسر التساؤل السابق بنجاح.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير