إيران تطلق روبوتاً شبيهاً بالإنسان

كشف الباحثون الإيرانيون في جامعة طهران عن آخر جيل من الروبوتات الإيرانية الشبيهة بالإنسان، وهو الروبوت “سورينا 3″، والذي بدا في العرض الخاص به، شبيهاً في حجمه برجل بالغ، استطاع تقليد حركات ذراع الشخص الذي كان أمامه، كما إنه قادر على المشي والتوقف، بل والوقوف أيضاً على قدم واحدة.

وقد قال الدكتور أغيل يوسفي كوما، أستاذ الهندسة الميكانيكية، والذي يقود مشروع الروبوت الشبيه بالبشر سورينا، أن هذا الروبوت تم تصميمه كمنصة للأبحاث التي تستكشف كيفية التحرك على قدمين، والتفاعل بين البشر والروبوتات، بالإضافة إلى التحديات الأخرى في مجال الروبوتات، كما قال إنه يأمل أن يكشف روبوت “سورينا 3” عن مدى أهمية العمل في الهندسة للطلبة والناس، مضيفاً إنه يرى هذا الروبوت كرمز للتقدم التكنولوجي “باتجاه السلام والإنسانية”.

يبلغ طول الروبوت سورينا الثالث 1.9 متراً، أي ستة أقدام و3 إنشات، وهو ذو غطاء بلاستيكي أنيق وعينان مليئتان بالبريق من أضواء الـLED، ويزن حوالي 98 كيلوجراماً، كما إنه مزود بمجموعة من أجهزة الاستشعار، متضمنة وحدة للرؤية ثلاثية الأبعاد معتمدة على نظام “كينكت”، ومفاصل جسده مزودة بـ31 جهازاً من المحركات المساعدة، أما بالنسبة للبرمجيات التي تقوم بالعمل عليه والنظام الذي يستطيع به الإنسان مراقبة عمل الروبوت والإشراف عليه، فهي قائمة على نظام ROS الشعبي الشائع للتحكم بالروبوتات.

لكن، إذا قارننا الروبوت الإيراني الشبيه بالإنسان، بالروبوتات الأخرى المتقدمة من نفس النوع في العالم، فإن هناك الكثير من الروبوتات التي تتفوق عليه بامتياز، فهناك روبوت شركة “هوندا” الشهير “أسيمو”، والذي يستطيع الركض والقفز على قدم واحدة، بالإضافة إلى روبوت تجريبي آخر لنفس الشركة، يستطيع أن يقفز حتى على سلم معلق بشكل عمودي، كما كانت هناك روبوتات عديدة مميزة شاركت في مسابقة “داربا” للروبوتات، في مسابقة مستوحاة من حالة الطوارئ التي حدثت بعد كارثة فوكوشيما الذرية، لرؤية كيفية تعامل الروبوتات الإنسانية في الكوارث، وفاجأت الكثير من الروبوتات هناك الجمهور بما استطاعت القيام به، مثل قيادة السيارات، أو التحكم، أو المشي فوق كومة من الطوب، وقد تضمنت هذه الروبوتات الروبوت الإنساني “أطلس” والتي طورته شركة “يوسطن ديناميكس” والتي استحصلت عليها شركة جوجل الأم “ألفابت”، بالإضافة إلى الروبوت “شيمب”، والروبوت الكوري الجنوبي “دي آر سي هوبو” والذي فاز بالمسابقة.

روبوت “سورينا الثالث”، لم يصل إلى هذه الدرجة من مستوى الحركة والبراعة، لكن يعترف للروبوت الإيراني بقطع تقدم مطرد في السنين السبع السابقة، فالنسخة الأولى من سورينا، والتي كشف عنها في 2008، كان لها 8 درجات فقط من الحرية (DOF)، أما سورينا الثاني، والذي تم الكشف عنه في 2010، فقد كان له حسب هذا المقياس 22 درجة، واستطاع المشي بخطى قدرت بـ0.03 متراً في الثانية الواحدة، أما الجيل الثالث من سورينا، فله 31 درجة، كما له سرعة مشي وصلت إلى عشر أضعاف الجيل الثاني، وهي 0.2 متراً في الثانية.

الدكتور يوسفي كوما، والذي يرأس مركز جامعة طهران للأنظمة المتقدمة والتكنولوجيا، حيث قام بتطوير روبوت سورينا الثالث، قال إن أحد أفضل التطبيقات التي يمكن أن يستخدم فيها هذا الروبوت، هو مواجهة الكوارث، مع أنه لم يدخل إلى مسابقة داربا للروبوتات، إلا إنه قادر الآن على صعود السلالم والمنحدرات المنحدرة، كما لديه القدرة على التكيف مع الأرض غير المنتظمة، وإمساك الأشياء بيده، كما إنه يستطيع أيضاً أن يركل كرة بقدمه، وقد أرسل هذا الفيديو الذي يوضح قدرات الروبوت الإنساني الإيراني:

الباحثون الإيرانيون احتاجوا لترقية أجهزة الاستشعار والمحركات في الروبوتات السابقة بشكل ملحوظ، كي يصلوا إلى هذا الروبوت، ويسمح نظام الرؤية للروبوت الآن بتحديد الوجوه والأشياء، كما إنه قادر على تعقب حركات الشخص الذي أمامه، وهو مزود بنظام لغوي يمكنه التعرف على بعض الجمل الفارسية المحددة مسبقاً، كما تحدث الدكتور يوسفي كوما عن نظام ROS الذي يعتمد عليه الروبوت الحالي، والذي يمثل تجديداً كلياً عن الروبوتات السابقة، وهو يمكن الروبوت من التواصل مع البيئة المحيطة والتحكم في تصرفاته، مع مراقبة مستشعراته، وكشف أي أخطاء في نظامه.

شارك في إخراج روبوت “سورينا الثالث” إلى النور، تصميماً وبناء، حوالي 70 طالباً، ومهندساً، وأستاذاً من جامعة طهران، مع خمسة معاهد إيرانية أخرى، كما شاركت الشركات المحلية لتطوير برمجيات الروبوتات وأنظمة التحدث أيضاً، ويتوقع الدكتور يوسفي كوما أن تكنولوجيا الروبوتات الشبيهة بالإنسان سوف تجد تطبيقات لها في مجال التصنيع، ومجال الخدمات الصحية، وأشياء أخرى، كما يقول إن الفريق سيركز الآن على تفاعل الروبوت مع البشر، وأنها تريد أن تجعلهم أكثر استقلالية وقدرة على التصرف من ذاتهم، كما إنهم يجهزون من الآن خطط الجيل القادم من الروبوتات الشبيهة بالإنسان، “سورينا الرابع”.

شارك
نشر المقال:
محمد حمزة