اخر الأخبار

أول مريء تم هندسته مخبريًا في العالم

نجح الباحثون مؤخرًا في ” صناعة”  أول مريء اصطناعي (Artificial Oesophagus) ،الأمر الذي سيسهم في تغيير حياة ألافٍ من الأطفال والمرضى حول العالم. و يقدّر أن طفلاً واحدًا من بين ثلاثة ألاف طفل في المملكة المتحدة وحدها يُولد بعيب خلقي في القناة الهضمية (Gut)- القناة الهضمية هي من المريء حتى الأمعاء الغليظة- ، و هذا بالتأكيد سيجعل حياتهم أكثر صعوبة بشكل كبير، نظرًا للحاجة الملحّة للبحث عن وسائلَ وطرق جديدة تعمل على السماح بوصول الغذاء ونقله عبر القناة الهضمية بسهولة.

عمل فريق من كلية لندن الجامعية (University College London) على تحقيق إنجاز جديد في دراسة حديثة والذي تم تنفيذه في مستشفى جريت أورموند ستريت  ( GOSH :Great Ormond Street Hospital).  تساهم هذه الدراسة في ايجاد حلٍ للأشخاص الذين يعانون من مشاكل مستقبلية التي تصيب القناة الهضمية عن طريق استخدام أو صناعة أول مريء تم هندسته مخبريًا في العالم باستخدام الخلايا الجذعية (Stem Cells).

وقد نُشرت نتائج البحث في مجلة نيتشر كوميونيكيشنز Nature Communications، حيث استخدم الفريق المشارك في البحث خلايا مريء من الفئران – وتحديدًا المادة الناقلة” Scaffold” – إضافةً إلى خلايا من القناة الهضمية البشرية، لتنمية وانتاج خلايا مريء مهندسة. تمت بعدها عملية زراعتها في الفئران، فلوحظ وخلال أسبوع واحد تطورًا في الخلايا التي زُرعت. وبدأ الدم بالتدفق من خلالها.

خطوة عظيمة نحو الطب التجديدي  (Regenerative Medicine)

قال البروفيسور والباحث المشارك في الدراسة  باولو دي كوبي (Prof Paulo De Coppi) ” هذه خطوة عظيمة في الطب التجديدي، والذي يجعلنا على مقربة من علاج وإصلاح الأنسجة التالفة في القناة الهضمية، وهذا بدوره يتيح تكّون خلايا وأنسجة قابلة لعملية الزراعة لاحقًا”

”  في GOSH ، يصلنا عددًا كبيرًا من الإحالات لبعض التشوهات الأكثر تعقيدًا وندرةً في القناة الهضمية ، وعلى الرغم من أن التوقعات ستكون واعدة بالنسبة للأطفال  ، فإن الحالة والعلاجات تترتب عليها آثار طويلة المدى”

وأضاف: “نحن متحمسون حقًا بشأن هذه النتائج قبل السريرية الواعدة. ومع ذلك ، هناك الكثير من الأبحاث التي نحتاجها قبل أن نتمكن من ترجمة وتطبيق هذا النهج على البشر بطريقة آمنة وفعالة “.

كما أن نمو الأنابيب الخاصة بالمريء تشكل تحديًا كبيرًا في حد ذاتها، نظرًا لوجود عدد من الطبقات في الخلايا والذي سيتطلب اتباع نهج متعدد الخطوات لهندسة وحل المشكلة من جذورها.

في مرحلة ما قبل السريرية (Pre-clinical stage) ، يأمل الباحثون أن يؤدي ذلك إلى مستوى جديد من الرعاية للمرضى الذين يعانون من حالات جسدية معقدة. هذا مهم خصوصًا أن تصبح عملية التبرع بالأعضاء عملية صعبة ونادرة للغاية، علاوة على كونها علاج للأطفال المصابين بعيوب خلقية في القناة الهضمية.

شارك
نشر المقال:
علاء علي حسين