أضخم طابعة ثلاثية الأبعاد لطبع المنازل بسرعة خارقة

بناء البيوت ليس بسيطاً، إذا كنت تريد منزلاً، فإنك تخوض رحلة طويلة، بداية من المهندسين والمقاولين والعمال، حتى تحصل على بيتك، لكن بعد سنة أو سنتين، لكن، ماذا لو كان بإمكانك أن تحصل على بيت في أيام فقط، يكون جاهزاً؟

أطلق على هذا المشروع اسم “المشروع المتقدم لإنقاذ العالم” WASP، وقد كشف العاملون عليه أضخم طابعة دلتا ثلاثية الأبعاد في العالم، فهذه الطابعة التي يبلغ طولها 12 متراً أي 40 قدماً صنعت كي تستخدم لبناء بيوت لا تكلف شيئاً تقريباً، باستخدام مواد محلية وبالاعتماد على أقل طاقة ممكنة، لتنقذ الموقف في أماكن حدوث الكوارث، كما تساعد لسد احتياجات السكن لعدد السكان المتصاعد بسرعة.

بناء المنازل بسرعة كبيرة وبميزانية ضئيلة، سواء كان ذلك على الأرض أو على أي كوكب آخر، هي فكرة مثيرة جداً لعدة أسباب، ففي الفضاء، يمكننا أن نحصل على منشآت كثيرة ذات تصميم مرن، موفرة لنا طريقة غير اعتيادية، وفي نفس الوقت عالية المستوى، لبناء ما نريد، بشكل لم نكن نستطيع تحقيقه بأي طريقة أخرى، أما بالنسبة لكوكبنا، الذي قدرت الأمم المتحدة أن أهله سوف يحتاجون 100 ألف بيت جديد يومياً، على مدى الخمسة عشر سنة القادمة، فإن فكرة طبع البيوت بشكل ثلاثي الأبعاد على وشك أن تصبح أكثر شيوعاً.

المنازل الرخيصة والسريعة يمكنها أن تكون جيدة لك أيضاً، فمن بين كل الأشياء الأخرى، بالنسبة لمسألة مثل الإغاثة السريعة للمناطق التي تضربها الكوارث الطبيعية مثل الزلازل، والأعاصير والفيضانات في ظل قيود الطاقة والتكلفة والمواد التي تحدث في هذه الظروف الطارئة، فإن الأمر يستحق البحث عن حلول من مصادر غير تقليدية للإلهام، وقد كان.

مصدر الوحي هذه المرة كان دبور الخزّاف، الذي يبني عشه عن طريق مراكمة عدد لا يحصى من طبقات الطين فوق بعضها، ليشكل شكل يشبه وعاء الفخار، وبهذا فإن هذه الحشرة، ربما تكون أصغر طابعة ثلاثية الأبعاد صديقة للبيئة في العالم.

­­­شركة الهندسة الإيطالية WASP، والتي تقوم بتصنيع طابعات ثلاثية الأبعاد بكل الأحجام، عرضت في العام الماضي طابعتها التي بلغ طولها أربعة أمتار ونصف، والتي تعمل مع مواد بسيطة لكنها في نفس الوقت غاية في التنوع مثل الطين، الفخار، الألياف الطبيعية، أم الآن، فقد حطمت الشركة الرقم القياسي بطابعتها التي بلغ طولها 12 متراً، والتي سمتها “دلتا الكبيرة”.

فوهة الحبر الدوارة الخاصة بالطابعة تعمل كخلاط يبقي مواد الطبع متجانسة، مدعومة بهيكل معدني قوي يبلغ قطره 6 أمتار، وهي لا تتطلب إلا بضعة عشرات من الواط للعمل، أما المواد التي يمكنها البناء بها، فهي تتراوح من الطين إلى الفخار، الذي يمكن تعزيز هيكلها بكميات صغيرة من الإضافات الكيميائية مثل الأسمنت، مع أن هذا قد يتعارض مع أجندة الشركة الخضراء صديقة البيئة.

الشركة تقول أيضاً إنها تعمل على التعاون في تقديم المساعدة الصحية في المناطق المنكوبة عن طريق منازل مطبوعة ثلاثية الأبعاد تحتوي جدرانها على مادة طاردة للحشرات.

وبسبب المرونة العظيمة في أشكال وأحجام واختيارات المواد، فإن البيوت ثلاثية الأبعاد سوف يكون لها استخدامات أبعد من مجرد تلبية احتياجات الناس في أوقات الكوارث أو الزيادة السكانية المنفجرة في بلدان العالم النامي، فقد قالت الشركة أن مدينة إغليسياس الموجودة في الساحل الجنوبي لجزيرة سردينيا، قد أظهر اهتماماً خاصاً بطابعة “دلتا الكبيرة”، ويتوقع أن تكون مقر بناء أول وحدات إسكانية باستخدام هذه الطابعة.

 

 

 

شارك
نشر المقال:
محمد حمزة