التصنيفات: الصناعة والإبتكار

Gremlins: طائرات دون طيار تطلق نفسها في منتصف الجو

الولايات المتحدة تمتلك أحدث الطائرات المقاتلة متعددة المهام في العالم، وصحيح أن كل طائرة لديها قد تتفوق على سرب كامل من الطائرات الأخرى، لكن المشكلة أنها باهظة الثمن، ومعقدة جداً، وليست مناسبة للاستهلاك، وهذا ما دفع وكالة الأبحاث التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية “داربا” لأن تطلق مشروع تطوير طائراتها الجديدة Gremlins، والذي يرمي إلى تطوير أسراب من الطائرات دون طيار، أرخص وأذكى، وقادرة على إطلاق نفسها في منتصف الجو والعودة مرة أخرى.

كلمة Gremlins تعود في الأصل إلى اسم مخلوق فولكلوري مؤذي، يتم توجيهه بشكل ميكانيكي، ولديه اهتمام خاص بالطائرات، وهو يشبه العفاريت التقليدية الإنجليزية، لكن فكرة ميكنته تجعله أكثر حداثة، وقد ظهر في الثقافة الشعبية أثناء الحرب العالمية الثانية، بعد أن قام مساعد الملحق الجوي البريطاني في واشنطن رولد دال بكتابة روايات للأطفال سماها The Gremlins، يقوم فيها الشخصية الكرتونية الشهيرة “باجز باني” بقتال أحد هذه المخلوقات وتدور في العام 1943.

وقد قامت “داربا” بتبني هذا الاسم مؤخراً لمشروعها الجديد، كي تبتكر تكنولوجيا تسمح لمقاتلي الجو المستقبليين بإطلاق أسراب من الطائرات دون طيار، وتكون قابلة للاستعادة، هذه الطائرات لا تهدف لاستبدال الطائرات الحالية متعددة المهام، وإنما سوف تكون مساندة لها فقط، بإطلاق طائرات دون طيار أكثر تخصصاً وبساطة وأقل تكلفة، وتكون قابلة للإطلاق والاستعادة عدة مرات.

ويقول مدير المشروع دان بات، أن هدفهم هو إثبات قدرتهم على توظيف الذكاء والمراقبة والاستطلاع، وبقية الأدوات غير القادرة على الحركة، بطريقة فوية وفعالة.

وقد قالت داربا إن الصعوبة التي كانت تواجهها كانت في جعل أسراب هذه الطائرات تعمل معاً، ومع القادة المحاربين، ولكي تجد بعض الحلول، فإن داربا تقوم بجمع المعلومات بهدف الحصول على اقتراحات لتطوير الطائرات الجديدة، حول أساليب الإطلاق والاستعادة، وطرق الدمج، وتصميمات لطائرات منخفضة الثمن، وتحليل عالي الدقة مع تحكم رقمي وأساليب الملاحة.

وتأمل داربا أن تأخذ هذه التكنولوجيا الجديدة وتقوم بدمجها مع عملها القائم بالفعل في مجالات التزود الآلي بالوقود في الجو، وأنظمة استرداد الطائرات دون طيار في الجو، الهدف النهائي هو إنتاج طائرات تسمح للمقاتلين أو قاذفي القنابل بإسقاط الطائرات على مسافة آمنة من العدو، وتنفيذ مهمتها، ثم تعود إلى قواعدها ليتم جمعها بواسطة ناقلة الطائرات C-130، ويتوقع أن كل طائرة سوف يكون لها عمر افتراضي يتسع لـ20 مرة من الإطلاق، وأن تقوم بملء الفراغات في أسطول الطائرات ذات الطيار، وبين الصواريخ.

وقد قال دان بات، مدير المشروع، أنهم لن يتخلصوا من كامل هيكل الطائرات والمحركات والإلكترونيات والحمولة مع كل مرة استخدام، مثلما يحدث مع الصواريخ، لكنهم أيضاً لن يضطروا إلى تحمل أعباء الإصلاح وتكاليف التشغيل التي تستهلكها الطائرات القابلة لإعادة الاستخدام هذه الأيام.

الراغبون في المشاركة يمكنهم التسجيل لأجل يوم الاقتراحات في 24 سبتمبر القادم، في مكاتب داربا في أرلينغتون بولاية فيرجينيا.

شارك
نشر المقال:
محمد حمزة