التصنيفات: علم النفس

7 حقائق قد لا تعرفها عن الإنفصال العاطفي

عندما ينتهي الحب، يمكن للتداعيات أن تكون شديدة، ولكن ما الذي يمكن للعلم أن يقوله عن العواقب العاطفية للإنفصال؟ تبين بأن عملية الإنفصال يمكن أن تكون معقدة تماماً مثل العلاقات نفسها، فالكيفية التي ينسحب فيها الأشخاص من العلاقة تعتمد على عددة عوامل، ومنها كيفية شعورهم تجاه العلاقة في المقام الأول، ومدى تشابك صورتهم الذاتية مع شريكهم، وحتى الكيفية التي يتفاعل فيها شريكهم على وسائل الاعلام الاجتماعية.

هنا إليكم بعض الحقائق القاسية والصعبة عن الإنفصال:

1- الإنفصال أمر يمكن التنبؤ به

هل مررت يوماً بانفصال كنت أنت آخر شخص يتوقع قدومه؟ حسناً قد يستطيع العلم منحك تحذيراً بهذا الشأن، في دراسة تم إجراؤها في عام 2010، ونشرت في مجلة (Psychological Science)، طلب الباحثون من المشاركين الذين بلغ عددهم 222 متطوعاً كانوا جميعهم في علاقات، أن يقولوا أسماء شركائهم ومن ثم إعطاء كلمتين يشعرون بأنهما تتعلقان بهم.

بعد ذلك، قام الباحثون بإجراء اختبار جمع ضمني، يمكن أن يكشف عن مشاعر الأشخاص التي لا يرغبون بالاعتراف بها حتى لأنفسهم، حيث أنهم قاموا بجمع الكلمات ذات الصلة بالشركاء مع كلمات إيجابية (على سبيل المثال، “هدية”) أو مع كلمات سلبية (“الموت”) وطلبوا من المشاركين أن يقوموا بالضغط على زر إذا كانت الكلمة ترتبط بكلمة إيجابية أو سلبية.

كانت الفكرة هي أنه إذا كان الشخص يشعر بشعور إيجابي تجاه الكلمة التي أعطاها عن شريكه، فإنه سيقوم بالضغط على الزر الإيجابي بسرعة أكبر، أما إذا كان شعوره سلبياً تجاهها، فإنه سيكون أسرع في الضغط على الزر عندما يتم ربط هذه الكلمة مع كلمة سلبية، ومن خلال ذلك وجد الباحثون بأن الأشخاص الذين كانوا أسرع بربط المفردات التي ترتبط بشريكهم إلى الكلمات السلبية كانوا أيضاً أكثر عرضة للإنفصال خلال العام الذي تلى الدراسة من الأشخاص الذين كانوا أسرع لوصف شريكهم بالكلمات الإيجابية، وهذا يشير إلى أن بذور تخلخل العلاقة قد توجد داخل مواقف قد لا يكون الأشخاص على علم بها أو غير قادرين أو راغبين في الاعتراف بها.

2- الإنفصال يؤثر على الشخصية

كلما كان الزوجان ملتزمان بعلاقتهما، كما زاد تداخل شعور كل شخص بذاته مع ذات شريكه، ووفقاً لبحث تم نشره في  عام 2010 في مجلة (Personality and Social Psychology Bulletin)، فقد تبين بأن الإنفصال يمكن أن يؤدي لحدوث خلل في شعور الشخص بذاته، مما يتركه في حالة من الضياع، حيث وجد الباحثون من خلال قيامهم بدراسة امتدت على مدى ستة أشهر، قام خلالها الطلاب بالإجابة على استبيانات كانت تقدم لهم في كل أسبوع، بأن طلاب الجامعات الذين مروا بحالة إنفصال عاطفي، كانوا أكثر ميلاً لاستخدام كلمات مثل “تشويش” و “ذهول” في مفكراتهم اليومية من أولئك الذين لم يمروا بذلك، كما وجدوا أيضاً بأنهم كانوا أكثر تأثراً من الناحية العاطفية من الأشخاص الذين لم يخسروا علاقاتهم، والجدير بالذكر، بأنه كلما زاد عدم وضوع مفهوم الذات لدى الطلاب، زاد شعورهم بالأسى بعد الإنفصال.

تبعاً للدراسة، فإن الأزواج قد لا يصلون لمرحلة يقومون فيها بإكمال جمل بعضهم وحسب، بل قد يصلون لمرحلة إكمال بعضهم الآخر من الناحية النفسية، لذلك فعندما تنتهي هذه العلاقات، فإن ألم الإنفصال لا يكون فقط نتيجة لفقدان الشريك، ولكن أيضاً لفقدان جزء من أنفسهم معه.

3- مشاركة الأحزان قد تكون أمراً صحياً

بالنسبة لبعض الأشخاص، قد تكون طقوس ما بعد الإنفصال أموراً مقدسة، مثل تناول الآيس كريم، ومشاهدة الأفلام الحزينة، ولكن قد يكون القليل من مشاركة الأحزان أمراً جيداً أيضاً، ففي دراسة تم إجراؤها في عام 2015، وتم نشرها في مجلة (Social Psychology and Personality Science)، طلب الباحثون من الأشخاص الذين كانوا قد تعرضوا للإنفصال مؤخراً أن يشاركوا في دورات مكثفة لاستكشاف مشاعرهم حول الإنفصال، ومن خلال تحليلهم لنتائج هذا الأمر، وجدوا بأن هؤلاء الأفراد تعافوا من الصدمة بشكل أفضل من الأشخاص الذين شاركوا في دورات قصيرة وقليلة.

4- لا تتمادى في نشر أحزانك

قد يكون التفكير في الانفصال أمراً مفيداً، ولكنه لا يعود كذلك إذا ما تحول لمحاولة لتعذيب النفس، حيث بينت الدراسات بأن التحقق الدائم من وسائل التواصل الإجتماعي لمعرفة ما الذي يفعله شريكك السابق قد لا يكون على الأرجح فكرة جيدة، ففي دراسة تم إجراؤها في عام 2012، وتم نشرها في مجلة (Cyberpsychology, Behavior and Social Networking)، و شملت نحو 500 شخصاً، كان معظمهم من النساء في سن الجامعة، وجد الباحثون بأن أولئك الذين يقضون وقتاً أطول في تفحص صفحة شريكهم السابق على الفيسبوك، كانوا أكثر شعوراً بالتعاسة، حيث أن الشوق السلبي للشريك، يقلل من احتمالات تعافي الشخصية بعد الإنفصال، ولكن من الصعب أن نجزم من خلال الدراسة فيما إذا كانت مطاردة الشريك على الفيسبوك هي ما يسبب الضيق أو العكس، ولكن بالمجمل يمكن القول بأن وسائل التواصل الإجتماعي لا تظهر أي علامة للمساعدة.

في المقابل وجدت الدراسة أيضاً، بأن إلغاء الصداقة للشركاء السابقين على الفيسبوك يأتي أيضاً بنتائج عكسية، حيث أن الأشخاص الذين لم يكونوا أصدقاء على الفيسبوك مع شركائهم السابقين كانوا سيئين بذات قدر الأشخاص الذين كانوا مهوسيين بملاحقة شركائهم على الفيسبوك.

5- من الصعب أن تتخلى عن الشريك

تبعاً لبحث تم إجراؤه في عام 2010 وتم نشره في مجلة (Neurophysiology)، فإن التغلب على رفض الدخول في علاقات جديدة لا يقل صعوبة عن الإقلاع عن الإدمان، حيث قام الباحثون بإجراء الدراسة على أشخاص تعرضوا مؤخراً للإنفصال وكانوا يشيرون إلى أنهم ما يزالون في حالة حب مع شريكهم السابق، وأخضعوهم لمسح دماغي أثناء مشاهدتهم لصور شركائهم السابقة، وكذلك صور لأصدقائهم ومعارفهم الآخرين.

عند النظر إلى صور أحبائهم، أظهر المتطوعون نشاطاً دماغاً في منطقة تدعى المنطقة السقيفية البطنية، التي تقع في الدماغ المتوسط، وهي منطقة تعرف بأنها تكون نشطة عندما يكون الأشخاص في حالة حب، وفي حالات تنطوي على التحفيز والمكافأة، وإلى جانب ذلك تم تنشيط مناطق أخرى تتعلق بالمكافئة، وهي تلك المناطق التي تركز على الإدمان، بما في ذلك النواة المتكئة في الدماغ الأمامي، ولكن الخبر السار في الموضوع هو أن قوة نشاط هذه المناطق تتلاشت مع مرور الوقت، وذلك بغض النظر عن مدى عناد الدماغ في عدم التخلي عنها.

6- الأمر يختلف بحسب الجنس

يمكن لأي شخص أن يمر بتجربة تؤدي إلى كسر قلبه، ولكن مع ذلك، فإن الطريقة التي يتأثر بها كل شخص بهذه التجربة تعتمد في جزء منها على جنسه، فمثلاً، تظهر النساء مستويات أعلى من الألم العاطفي والكرب والألم الجسدي بعد الإنفصال أكثر من الرجال، وذلك وفقاً لبحث تم إجراؤه في عام 2015 في مجلة (Evolutionary Behavioral Sciences) ، وشارك فيه أكثر من 5000 شخص من 96 بلداً، فعلى مقياس من 10 درجات من الألم، كان معدل شعور النساء بألم ما بعد الإنفصال يصل إلى ما متوسطه 6.84، وذلك مقارنة مع 6.58 عند الرجال.

7- قد لا يكون الأمر بالسوء الذي تتوقعه

من أي زاوية يمكن أن تنظر منها إلى الأمر، فإن الإنفصال نادراً ما يكون سهلاً، ولكن هناك جانب مضيء، فنحن غالباً ما نبالغ في تقدير مدى السوء الذي سيكون عليه الأمر، فتبعاً لدراسة أجريت عام 2008 في مجلة (Experimental Social Psychology)، فإن الأشخاص عادة ما يتماثلون للشفاء من آثار الإنفصال مرتين أسرع مما يتوقعونه، ولا يكونون مدمرين جراء فقدانهم للعلاقة بالقدر الذي يتوقعونه.

نهاية يمكن القول بأن الحياة تستمر بعد المرور بتجربة إنفصال، وعند إطلاق التوقعات عادة ما ينسى الأشخاص الإلتفات إلى جميع الأشياء التي يمكن أن تكون إيجابية والتي يمكن أن تحدث خلال الأسبوع أو الأسبوعين التاليين لفقدان الشريك.