فضاء

1500 عامًا هي ما يفصلنا عن أي اتصال مع الفضائيين

إذا كنت تأمل أن ترى يوماً أبناء الأرض وهم يجرون اتصالاً رسمياً مع حضارات أخرى فضائية، فلا تضع وقتك هباءً، فتبعاً لباحثي علم الفلك في جامعة كورنيل، فقد نضطر إلى الانتظار لحوالي 1500 سنة قبل أن يحدث هذا.

بحسب (ايفان سولوميندس) وهو عالم فيزياء في كورنيل ومختص بالرياضيات، فإن الفضاء كبير بشكل لا يصدق، فحتى عند سرعة الضوء، سيتطلب الأمر قدراً هائلاً من الوقت للوصول إلى أي مكان.

يركز كل من الباحثين (سولوميندس) و(يريفانت تيرزيان)، أستاذ علم الفلك في كورنيل، والذي شارك في تأليف البحث الذي قدمه (سولوميندس) للجمعية الفلكية الأمريكية في سان دييغو، كاليفورنيا، على ما يسمى بمفارقة فيرمي، التي أطلق عليها هذا الاسم تبعاً للفيزيائي (إنريكو فيرمي)، ففي خمسينيات القرن الماضي، أثار (فيرمي) السؤال بأنه إذا كان هنالك عدد هائل من الحضارات التكنولوجية في الكون -كما يعتقد العديد من العلماء- فلماذا لم ير أبناء الأرض حتى الآن دليلاً ملموساً على هذا؟

في بحثهما كتب باحثا كورنيل:

“لقد أظهرنا بوضوح أن التواصل الإنساني قد وصل إلى مجال يصل نصف قطر دائرته حوالي 80 سنة ضوئية، ولكنه لم يصل إلى عدد كاف من النجوم والكواكب لنتوقع الحصول على جواب، كما أنه من غير المرجح أن يكون قد تم التواصل مع الأرض حتى الآن، ونحن لا نتوقع أن يتم هذا التواصل قبل أن يتم الوصول إلى ما يقرب الـ50% من النجوم والكواكب، ومن المتوقع أن لا نصل إلى هذا قبل 1500 سنة على الأقل في المستقبل، وهكذا، فإن مفارقة فيرمي ليست ملاحظة مروعة، بل يمكن أن يكون هناك اتصال فضائي مع البشر خلال عمر جنسنا”.

خلال الدراسة، أخذ الباحثان أيضاً ما يعرف باسم مبدأ العادية بعين الاعتبار، الذي يقول بأن أبناء الأرض – بالمقارنة مع الحياة التي قد تكون موجودة في مجرة درب التبانة التي نعيش فيها – ليسوا بذلك التميز.

بحسب العلماء، مهما كانت العملية الطبيعية التي أدت لوجود الحياة على كوكبنا، فإنها يجب أن تكون عامة للغاية، ويجب أن تكون قد حدثت في أماكن أخرى لا يمكن حصرها في جميع أنحاء المجرة، ولكن مع ذلك، فنحن، وعلى حد علمنا، مازلنا حتى الآن في عزلة تامة، فكيف يمكن أن يكون هذا صحيحاً؟

تبعاً لـ(سولومونيدس)، فإن البحث عن كائنات ذكية خارج الأرض من قبل معهد (SETI) في كاليفورنيا، الذي يحاول تحديد موقع لأي إشارة من الكائنات الفضائية من الفضاء الخارجي، هو أفضل فرصة للعثور على جيران مختلفين عنا.

يضيف (سولومونيدس)، “أعتقد يأن ما يتم القيام به من قبل (SETI) هو بالضبط ما يجب أن نفعله، لأنه إذا توقفنا عن البحث والاستماع لثانية واحدة، فهناك احتمال كبير بأن نضيع الإشارة عندما تأتي، وإذا توقفنا عن الانتباه لمدة سنة، أو لشهر أو لأسبوع، وأتتنا خلال هذه الفترة إشارة قوية من حضارة ما تخبرنا فيها بأنها هناك، فإن هذه الإشارة ستفقد إلى الأبد ولن يكون هناك أي طريقة لنستعيدها، لذلك علينا مواصلة البحث وعدم التوقف عن المحاولة”.

تبعاً لـ(سيث شوستاك)، وهو عالم فلك بارز في معهد (SETI) في ماونتن فيو، كاليفورنيا، فإن الباحثين يبحثون عن علامات للحياة الفضائية، حيث أشار بأن تجاربهم في الاستماع إلى إشارات الفضائيين لا تتوقف، كما أنه من المحتمل أن لا يقوم الفضائيون ببث أي إشاراة حتى يسمعوا إشارة منا ويعلموا بوجودنا، وإذا كان الأمر كذلك، فإنه يمكن أن يمر وقت طويل قبل أن يتم إرسال إشارة تستهدف الأرض.

يضيف (شوستاك)، “ولكن قد نقوم بالتقاط موجات رادوية قادمة من حضارة خارجية في الغد، وبالنظر إلى هذه الاحتمالية، لن يكون علينا الانتظار لعشرات القرون حتى نحصل على رد ما منهم”.

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير