فضاء

يعسوب ناسا، يستكشف الحياة علي قمر تيتان

شهد يوم السابع والعشرين من يونيو، إعلان وكالة ناسا عن مهمتها القادمة، فخلال مؤتمر صحفي عقده مدير الوكالة قال أن الوكالة بصدد إرسال بعثة إلي القمر تيتان، أكبر أقمار كوكب زحل، البعثة متوسطة التكلفة، والمزمع إطلاقها عام 2026 ستحمل اسم Dragonfly أو اليعسوب، وإذا سارت الأمور علي ما يرام ستهبط Dragonfly _وهي طائرة عمودية مصممة خصيصا للطيران في أجواء تيتان الكثيفة، علي سطح القمر تيتان بعد ثماني سنوات من ذلك التاريخ، بعدها ستمضي الطائرة Dragonfly عامان ونصف علي سطح القمر تقوم خلاها بالطيران عبر السحب الكثيفة في غلافه الجوي، ثم الهبوط في أماكن محددة علي سطحه،  حيث من المقرر أن تقوم Dragonfly بعشرين رحلة طيران عبر تيتان تقطع خلالها مسافات يبلغ مجموعها  حوالي 180 كم.

الطائرة Dragonfly يصل طولها إلى ثلاثة أمتار، ومن المقرر أن تقوم بجمع بيانات متنوعة من محطات هبوطها، وهو الأمر الذي يتطلع إليه العلماء للتعرف على المزيد حول القمر تيتان، الذي يتميز بوجود مسطحات سائلة على سطحه وإن كانت تتكون من هيدروكربونات سائلة (ميثان وإيثان) وليست مسطحات مائية كما هو الحال علي كوكب الأرض.

إذن الهدف الرئيسي للمهمة هو الوصف التفصيلي لكيمياء القمر تيتان، حيث أن المعلومات المتوفرة حتى الآن تقول إن الغلاف الجوي السميك للقمر تيتان والذي يتكون معظمه من غاز النيتروجين يحتوي أيضل جزيئات عضوية معقدة، فيما يرجح بعض العلماء فرضية استضافة بحار تيتان الهيدروكربونية لأشكال غريبة من الحياة. كما أن دراسة سابقة أكدت احتمال العثور على الحياة في ذلك المحيط المائي السائل الذي يتدفق تحت قشرة تيتان الجليدية،

ومن الأمور المثيرة المتعلقة بالقمر تيتان ذلك التشابه الكبير بين ظروفه المناخية وتلك التي عرفتها   الأرض في مراحلها المبكرة، لذا فإن ملاحظات البعثة سوف تلقي المزيد من الضوء على تلك العمليات الكيميائية التي ساعدت على نشوء الحياة على الأرض، كما قال مسؤولو ناسا. وبحسب تصريح المدير المساعد لناسا توماس زوربوشن “تيتان ليس له مثيل في المجموعة الشمسية وDragonfly مختلفة تماما عن المهمات السابقة.”

وأضاف “نحن بصدد طائرة تحلق لمسافات شاسعة عبر الكثبان الرملية العضوية لأكبر أقمار زحل، وتستكشف العمليات التي شكلت هذه البيئة الفريدة”. “ستزور Dragonfly عالمًا غنيا بطيف واسع من المركبات العضوية، لبنات بناء الحياة مما يزيد من فرصة تعرفنا على أصل الحياة نفسها.”

سوف تهبط Dragonfly على الكثبان الرملية في تيتان، ومن بعدها سوف تتجه نحو وجهتها النهائية   Selk Crater التي يبلغ عرضها (80 كم).  وهي البقعة التي أختارها لإجراء دراساتهم الكيميائية والبحث عن دلائل وجود الحياة.  ففي تلك الفوهة تجتمع مكونات الحياة الثلاث المعروفة – الماء السائل والجزيئات العضوية والطاقة –

ستستمد Dragonfly طاقتها من مفاعل نووي صغير علي متنها، كما جرت العادة مع تلك المركبات المصممة للعمل في الفضاء السحيق. ستكون Dragonfly هي المهمة الرابعة في إطار برنامج الآفاق الجديدة New Frontiers، سبقها إلى الفضاء مسبار New Horizons، الذي استهدف كوكب بلوتو وحزام كويبر ومسبار Juno الذي دار حول المشتري Jupiter، بالإضافة إلى مهمة OSIRIS-REx التي صممت للحصول على جمع عينات من الكويكب بينو. الجدير بالذكر أن كلفة تطوير المركبة Dragonfly تبلغ 850 مليون دولار، في حين أن التكلفة الإجمالية للبعثة بما في ذلك تكلفة الإطلاق، ربما يتجاوز مليار دولار.

بقي أن نشير إلى أن Dragonfly لن تكون أول مركبة فضائية تهبط على تيتان. فقد سبقها إلى نيل ذلك الشرف مسبار Huygens الأوروبي، والذي هبط على سطح القمر في يناير 2005. والذي انطلق من على متن مركبة الفضاء Cassini التابعة لناسا، والتي دارت حول كوكب زحل منذ منتصف عام 2004 وحتى سبتمبر 2017.

المصدر

https://www.space.com/nasa-dragonfly-mission-saturn-moon-titan.html

 

شارك
نشر المقال:
زكريا أحمد عبد المطلب
الوسوم: قمر تيتان