تجربة “التاكسي” قد تكون مزعجة للبعض، تجد نفسك مضطراً للركوب مع رجل ثرثار أو بذئ، أو حتى يقوم بمغامرات غير مأمونة في القيادة، البعض يفكر إن “سيارة الأجرة” تبدو جيدة لولا السائق، لكنها تبدو فكرة خيالية، لكن، ربما تغير رأيك، عندما تعرف أنها بدأت تمشي في الشوارع، وهناك أناس يذهبون إلى حيث يريدون، بدون سائق بالفعل.
أول سيارات أجرة بدون سائق في العالم .. تمشي الآن في سنغافورة
سنغافورة نجحت مؤخراً في أن تكون أول دولة في العالم تتيح سيارات الأجرة ذاتية القيادة في الشوارع للناس، وذلك بعد أن قامت شركة nuTonomy بتوفير ست سيارات تستطيع أن تقود نفسها بشكل ذاتي، وتأخذ الركاب لتوصلهم إلى الأماكن التي يريدونها عبر تطبيق على الهاتف، لتكون أول شركة تعرض مثل هذه التكنولوجيا لاستخدام الجمهور.
سنغافورة الآن تواجه مشكلة كون المساحة والقوة العاملة مقيّدة، وقد قرروا أن الوقت حان للاستفادة بتكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة للتغلب على هذه القيود، وإدخال أفكار جديدة على وسائل النقل في البلاد، كما قال بانج كين كيونج وزير النقل، ومع إن الأخبار تبدو رائعة جداً، إلا إن هناك بعض الأشياء التي تثير التوجس لأن النظام ما يزال في مرحلة الاختبار.
إنها بدون سائق .. لكن ليس حرفياً
السيارات من نوع Mitsubishi i-Mievs وRenault Zoes، وهي قادرة على تغطية مساحة 2.5 ميل مربع فقط من سنغافورة والتي تعرف باسم One-North ، ويوجد أماكن خاصة لإنزال وصعود الركاب، والشئ المطمئن هو أن السيارة لا تسير لوحدها فعلياً، وإنما يوجد سائق موجود لأحوال الطوارئ، وكذلك باحث يتابع سير المسألة، لهذا فإن إطلاق تسمية “سيارات بدون سائق” ليست صحيحة في الواقع.
ليس اختبار فكرة فقط .. وإنما اختبار مشاعر
المدير التنفيذي للشركة قال إن المشروع التجريبي لن يسمح لهم بجمع البيانات التقنية فقط، لكن الشئ المهم الآخر، هوا أنه سعطيهم فرصة اكتشاف ما إن كان الناس سيحبون السيارات بدون سائق أم لا، فعندما يدخل الناس إلى السيارة، فقد يحبها البعض، والبعض الآخر قد يكون لا مبالياً أو حتى غير محب للأمر، لكن، كم شخصاً لن يحبها، هل هم 3 بالمئة من الركاب؟ أم 30 بالمئة؟ “نحن نريد أن نعرف الرقم” يقول خاتماً كلامه.
بم تعدنا سيارات الأجرة ذاتية القيادة؟
الشئ الجيد، أنها سوف تكون مجانية لمن يجربها طالما هي في فترة الاختبار، ويأمل الفريق أن يزيدوا عدد أسطول سياراتهم بحلول العام 2018، بالإضافة إلى زيادة أماكن إنزال وصعود الركاب، لكن هدفهم الحقيقي هو تقليل عدد السيارات في شوارع المدينة المزدحمة والمكتظة.
الرئيس التنفيذي للشركة يقول إن أسطول السيارات دون سائق قد يقلل عدد السيارات المنتشرة في الشوارع من 900 ألف إلى 300 ألف، وعندما تقل السيارات فإن أشياء عديدة سوف تحدث، الشوارع سوف تصبح أصغر، كما إن المساحات التي تشغلها مواقف السيارات أيضاً سوف تقل، هذا يغير طريقة تأثير وسائل المواصلات على حياة الناس.
شركة nuTonomy تم إطلاقها في 2013 بواسطة الباحثين من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، كارل لاجنيما، وإميليو فرازولي، واللذان كانا يعملان على تطوير المركبات ذاتية القيادة في وزارة الدفاع، والشركة لها مقرات في كل من الولايات المتحدة وسنغافورة، لكن الولايات المتحدة لم توافق على الاختبار في الشوارع بسبب احتمالية امتلائها بالأخطاء والحوادث قبل أن تعمل بكامل طاقتها، شركة “أوبر” الشهيرة، كانت قد أعلنت في 18 أغسطس الماضي، أنها ستوفر سيارات الأجرة ذاتية القيادة في شوارع طرسبرج قريباً، بدون تحديد تاريخ معين، ويحتمل أن تعجل “أوبر” بسياراتها بعد هذه الخطوة التي قامت بها شركة nuTonomy في سنغافورة.
مع إننا لا نعرف بعد كيف ستجري هذه الاختبارات التجريبية، إلا إننا متأكدون من أن مستقبل سيارات الأجرة، سيكون بلا سائقين، وربما سيبدأ السائقون في القلق منذ الآن.