تجربة الحمل لدى المرأة
الحمل يقسم لدى الأطباء الى ثلاث أثلاث، والتي تناسب حالة الأم وشعورها الخاص أثناء الحمل. الثلت الأول عادة ما يكون مرفقا بالتعب والارهاق، وأحيانا فيه بعض العلامات الجسدية، مثل تبول مكثف أو العكس. النساء التي لم تخطط للحمل وهو بالنسبة لها غير متوقع فانهن لا يتمكن من تشخيص الحمل في مرحلة مبكرة، الأمر الذي قد يدع لهن المجال في مواصلة عاداتها الغذائية أو الدوائية التي قد تؤثر سلبا على نموّ الجنين. في الثلث الثاني من الحمل تبدأ المرأة الحامل بتحسس حركات الجنين، والبطن يبدأ بالتكور ولكن ليس بارزا بصورة كبيرة بعد. بينما في الثلث الأخير يصل الجنين الى مرحلة يضغط من خلالها على الأعضاء الداخلية للمرأة ويسبب لها الألم، كما أن ضربات الجنين الناتجة عن تحركاته لا تكون هينة، وتتواصل بمرور الوقت.

تأثير البيئة المحيطة على نموّ الجنين:
تشوهات بالولادة قابلة لأن يكون سببها انحراف في بيئة النموّ ما قبل الولادة(الرحم)، أو انحراف خاص بالجينات الخاصة بالطفل، أو كلاهما. العوامل التي تؤثر على نمو الجنين ما قبل الولادة تسّمى “ترتوجينات” والتخصص في بحثها يسمى “علم الترتوجينات”. “الترتوجينات” عادة ما تؤثر من خلال تغيير أو توقف السيرورة الطبيعية لانقسام الخلية أو تشوه الخلية، ولذلك فهي حرجة خصوصا في مراحل الحمل الأولى. “الترتوجينات” المختلفة في ذات الفترة من الحمل عادة ما تؤثر بنفس الشكل، ولكن هذه “الترتوجينات” لا تؤثر بنفس الطريقة ولا تودي الى نفس النتيجة في حالة تواجدها في مراحل الحمل المتقدمة، هناك عدة “ترتوجينات” مركزية تذكر، وهي:

1) العقاقير والأدوية: يطلب من النساء عادة أن تمتنع عن تناول أي نوع من الأدوية عدا تلك التي أثبت بجلاء أنها لا تؤثر على الجنين. ومن هذه الناحية هناك عدة “ترتوجينات”:
1- تليدوميد: حبوب مهدئة والتي بيعت سابقا للحوامل من أجل التخلص من حالات القيئ والتي أدت لتشوهات مختلفة لدى الجنين، كل تشوه كان يتناسب ومرحلة تناول الحبوب. تجربة التليدوميد هذه أوصلت الباحثين الى بعض الحقائق منها أنه ليس كل دواء تم تجربته بنجاح على الحيوانات تنفع هي أيضا للبشر، بالاضافة الى أنه حتى الاستعمال غير المتواصل للدواء مؤذ، فهناك نساء استعملته ليوم أو يومين ودفعت مقابل ذلك تشوهات في جنينه،. وثالثا بأن البرنامج الزمني لنموّ الجنين دقيق جدا، والخطر الأساسي يحصل في المراحل الأولى من الحمل.
2- الكحول: ما يقارب نصف النساء اللواتي يتعاطين الكحول بصورة اعتيادية ينجبن أطفال بتشوهات، وهي الاخرى عادة ما تكون أكثر خطرا اذا ما تعاطتها الحامل في بداية الحمل. هذا بالاضافة الى أن ثلث الأطقال لدى أب مدمن كحول يولدون مع “متلازمة الكحول الجنينية”، يعاني الطفل على اثرها من نموّ مشوّه، ملامح وجه شاذة، ومشاكل في الجهاز العصبي المركزي مثل “التخلف العقلي” أو “الحركة الزائدة”. هذه الظاهرة لا يمكن مواجهتها بعد الولادة. عدا عن ذلك فان الأطفال الذين تعاطت أمهاتهم الكحول في فترة الحمل ولو بصورة ضئيلة، من المحتمل جدا ان يعانوا في المستقبل من مشاكل سلوكية.
3- الدخان: كلما دخّنت المرأة أكثر، كلما زاد الاحتمال في أن تلد مبكرا وطفل بوزن منخفض، ولكن من غير الواضح حتى الآن اذا ما كان هنالك علاقة مباشرة لنتيجة ومسبب. من الوارد أن هناك عامل ثالث يدخل، مثل معاش منخفض أو انعدام التعليم لدى المرأة الجامل، الأمر الذي قد يشجع على التدخين وأيضا ولادة طفل بوزن منخفض. بجميع الأحوال فانه من الجلي أن للتدخين هناكلك تأثير جسدي على المرأة الأم التي بدورها تؤثر على الطفل الرضيع.
4- المخدرات (هروين) والميتادون(عقار يستخدم للتخلص من الادمان): الطفل الذي لديه أم تتعاطى المخدرات يولدون وهم في حالة ادمان، ولهذا تظهر لديهم علامات “التخلص من الادمان”. أيضا من بعد مساعدتهم على ذلك، فانهم سيعانون من مشاكل في النمور ، أساسا جساسية مفرطة للجهاز العصبي والذي يتجلى منذ الصغر من خلال نقص في التفاعل ومتأخرا مشاكل في التعلم وشبكة علاقات سيئة. بالاضافة الى ذلك فان هؤلاء الأطفال عادة ما يعانون من تشوهات جسدية منذ ولادتهم وبمرور الوقت، ولكن بسبب كونهم يعيشون في بيئة فقيرة فانه يصعب التأكد من أن المخدرات هي المسبب الرئيسي والمباشر لذلك.
5- كوكائين- استعمال الكوكائين فترة الحمل يزيد من احتمال اسقاط الجنين، الانجاب المبكر أو انجاب جنين ميت. غالبية الأطفال يكون حجمهم ضئيل وأقل من المعدل، وقسم كبير منهم أيضا يعانون من تشوهات، لكن في الحقيقة فانه ليس هناك طابع محدد ومعروف لهذه التشوهات. من الناحية السلوكية فان هؤلاء الأطفال يميلون لأن يكونوا حسّاسين بصورة متطرفة أو مكتئبين بصورة ملفتة. من الصعب أيضا هنا تحديد الدور الذي يلعبه الكوكائين بالضبط، وذلك لأن النساء اللواتي يتعاطينه، عادة ما يتعاطين عقاير وسموم أخرى وصحتهن العامة تكون ضعيفة.
6- هرمونات: استعمال الهرمونات في بداية الحمل يمكن أن يؤدي الى تشوهات بالولادة، مثل انجاب اناث بأعضاء تناسل ذكرية. وأيضا يمكن أن يكون لها تأثير بعيد المدى احتمال أعلى للاصابة بالسرطانات المتعلقة بالاعضاء التناسلية عند الذكور عندما يبلغون.

يتبع..

مترجم بتصرف عن محاضرات في علم نفس النموّ

شارك
نشر المقال:
mtahhan