منذ ثلاث سنوات، كان نيل هاربينسون أول رجل (سايبورغ) في العالم الحقيقي، أو بمعنى آخر، جزء منه آلة والجزء الآخر إنسان، وذلك عندما قام بزرع آلة في جمجمته تعوضه عن إصابته بعمى الألوان الكامل، عبارة عن هوائي، يحول الألوان إلى أصوات يمكن سماعها، هذا الرجل قرر ألا يكون الوحيد، عندما قام بإطلاق شركة تؤسس لحواس جديدة كلياً وآلية، تضاف إلى الإنسان، وتصبح بمثابة عش لـ”تفريخ” قوافل من السايبورغ سماها Cyborg Nest ، دون أن يكون الأمر محض خيال علمي، أنت شخصياً تستطيع أن تنضم إليهم الآن، بشرائك للآلات الجديدة.
الإنسان البوصلة .. آلات تمنح حواس جديدة تماماً !
هذه الآلة الجديدة سميت باسم North Sense ويبلغ حجمها حوالي بوصة مربعة، ويمكن زرعها بشكل سطحي، عن طريق ثقبين يشبهان ثقب الحلق، ولا يوجد لهذه الآلة أي أزرار أو شاشات أو أصوات، بكل بساطة، هي تصدر اهتزازات عندما يواجه مرتديها الشمال، مثل البوصلة بالضبط، وقد تقرر أن يكون أول من تدمج هذه الآلة مع جسده هما عضوا الفريق ليفيو بابيتز المدير التنفيذي، وسكوت كوهين الموزّع، يبدأ بعدها توصيل الآلة للزبائن الذين حجزوها بسعر يقارب 350 دولاراً فقط.
حاسة سادسة تمنحها الآلات .. هل هناك حواس أخرى؟
التكنولوجيا أثرت على حواسنا منذ أن تطور التعليم من التلقين الشفوي إلى تعليم يغلّب الوسائل المرئية على المسموعة، مثلاً، كانت هناك دراسات لعالم بحث فيها أهمية الأنف التاريخية والرائحة في إيجاد شريك الحياة، لكن هذه الأيام، هناك مواقع المواعدة، هذا الفريق لا يطور حواسك الموجوة بالفعل بالتكنولوجيا فحسب، وإنما يريد أن يقدم لك حواس جديدة تماماً.
الرجل الذي يستمع إلى الألوان ! قصة أول “سايبورغ” في العالم
بداية هذه الموجة لظهور بشر مدمجين بالآلات بدأت مع السيد هاربيسون، عندما أدرك أنه لا يستطيع إلا أن يرى درجات الأبيض والأسود، الابتكار لمع في ذهنه عندما بحث في الخصائص الفيزيائية للون، وقرر أن يجد علاقة تربط بين الألوان والأصوات، حتى وصل إلى آلة مكونة من كاميرا وسماعات أذن، متصلة بكمبيوتر ثقيل يحمله هاربيسون في حقيبة ظهره دوماً، ليستبدله فيما بعد برقاقة موضوعة عند مؤخرة رأسه، آلة هاربيسون ألهمت زميلته ريباس، أن تطور آلة تعطي حاسة أخرى، فزرعت رقاقة في ذراعها تمكنها من الإحساس باهتزازات الزلازل في أنحاء العالم.
الدكتور جيمس هيوز المدير التنفيذي لمعهد الأخلاقيات والتكنولوجيات الناشئة في ولاية كونيتيكت، قال إن الأمر ما يزال الآن محصوراً على الهاوين أو الراغبين بتقليعة جديدة، لكنه يعتقد أن هذا شئ سيكون مفيداً جداً في نهاية المطاف، ومن المرجح أن تحدث طفرة إنتاجية واستخدامية بمجرد أن يصغر حجم هذه التقنيات أكثر، لأنها ستصبح أقل اقتحامية للجسم، والخطر سيقل مع صغر الحجم، قائلاً إن الروبوتات النانوية قد تكون نقطة تحول محتملة، وهو الشئ الذي قد نشهد حدوثه بحلول العام 2030.
الشركة الآن تركز على استحداث حواس جديدة، مثل آلات تمنح حاسة استشعار التلوث، أو تضاعف سمع الإنسان عن النطاقات الطبيعية، أو توفر طرقاً جديدة لاستشعار الوقت، لكن، لا تتوقع أن ترى منتجات من هذه في السوق بين يوم وليلة، كما يقول المدير التنفيذي للشركة، فهي ما زالت في مرحلة تأسيس الفكرة في الأذهان، مؤكداً أن الأمان هو الأولوية الرئيسية، فهم يتعاملون مع أجساد الناس، وهذه –بالطبع- مسئولية كبيرة.