التصنيفات: فضاء

ما هي آفاق السياحة الفضائية

من خلال أبحاث التسويق، نحن نعلم بأن معظم الأشخاص يرغبون في البقاء في مدار الأرض لبضعة أيام أو أكثر، وهذا أمر معقول، نظراً إلى التكلفة الباهظة التي يتوجب على كل شخص دفعها ثمناً لرحلة المدار الأرضي، حوالي 20,000 دولار، وبالتالي لا يكفي بالنسبة لهؤلاء الأشخاص مجرد بضعة دقائق يقضونها في المدار الأرضي، لذلك ومن أجل وصول السياحة الفضائية إلى كامل إمكاناتها، لا بد وأن يتم إنشاء سكن مداري أو فنادق فضائية، وإذا كان ذلك ممكناً فإنه سيتم على مراحل عديدة، حيث أنه يمكن أن يبدأ بإنشاء نزل تتسع لما يصل إلى حوالي 100 ضيف، ومن ثم يتم تطوير السكن المداري ليمتلك فنادق حقيقية تتسع لعدة مئات من الضيوف، وفي النهاية بناء مجمعات سكنية تتسع لعدة آلاف من الضيوف.

الوصول إلى الفنادق الفضائية

ولكن كيف ستبدو الفنادق الفضائية؟ من الأرجح أن تكون الفنادق التي تقع في المدار قادرة على تقديم الخدمات ذاتها التي تتوقع أن تراها في الفنادق العادية، غرف خاصة، وجبات الطعام، حانات ألخ، ولكنها من المرجح أيضاً أن تقدم تجربتين آخرتين فريدتين من نوعهما، إحداهما هي المشهد المذهل للأرض والفضاء، وثانيهما الترفيه الذي لا نهاية له والذي يأتي من حقيقة العيش في بيئة منعدمة الجاذبية، بما في ذلك ممارسة الرياضة وغيرها من الأنشطة التي يمكن أن تستغل ميزة انعدام الجاذبية، وذلك بالطبع بالإضافة إلى احتمال المشي الفضائي.

تبدأ الرحلة إلى الفندق مع الانطلاق إلى المدار، وهي رحلة تستغرق حوالي 5 دقائق، يلي ذلك بضع ساعات من فقدان الوزن عند الاقتراب من الفندق (وذلك حسب جدول الرحلات)، أما بالنسبة لالتحام السفينة فإن ذلك سيكون مشابهاً لنزول طائرة في المطار، ولكن الفرق أنه سيكون عليك مغادرة المقصورة عائماً في بيئة منعدمة الجاذبية من خلال أنبوب وصول، ممسكاً بكبل حديدي على طول الطريق.

أنواع الفنادق الفضائية

ستختلف الفنادق نفسها اختلافاً كبيراً خلال الفترات الانتقالية، من أبنية بسيطة في الأيام الأولى، إلى هياكل فخمة وضخمة في وقت لاحق، والجدير بالذكر هو أنه قد تم بالفعل في وقت متأخر من عام 1997 طرح بعض التصميمات القليلة للفنادق الفضائية التي لم يتم نشرها أبداً، ويرجع ذلك أساساً لكون الأشخاص الذين قاموا بتصميم تلك الفنادق لم يكونوا يتوقعون يوماً بأن تكلفة هذا المشروع ستنخفض بما فيه الكفاية لجعله ممكن التنفيذ.

لحسن الحظ، فإنه من السهل الخروج بتصميم أساسي لمكان إقامة ضمن المدار، لأنه قد تم بالفعل القيام بهذا التصميم في عام 1973 مع محطة الفضاء (Skylab)، حيث يتطلب الحصول على الحد الأدنى من مرافق المعيشية تأمين وحدة إسطوانية مع مكيف للهواء، وبعض النوافذ، ومطبخ وحمام، وإلى جانب ذلك، فإن البيئة المنعدمة الجاذبية ستسمح ببناء أي شكل وحجم، بأي اتجاه تقريباً، لذلك فإن استثمار جميع الاحتمالات المعمارية التي توفرها البيئة المنعدمة الجاذبية، ستبقي المصممين سعداء لعشرات السنين، كما أنه سيكون هناك أيضاً إمكانية بناء هياكل دوارة مما سيوفر نوعاً من الجاذبية الصناعية.

التجول في الفنادق الفضائية

وصف الكثير من الأشخاص الذين صعدوا إلى الفضاء، شعور أن تعيش في بيئة منعدمة الجاذبية بالتفصيل، ولكن بالطبع، لم يقم أحد حتى الآن بالعيش في محطة فضائية دوارة مثل محطة الفضاء “2001”، فمن المحتمل أن يتم استخدام هذه التصاميم، ولكن بناء الهيكل الدوراني سيكون خطوة هامة أبعد من مجرد ربط بعض الوحدات معاً، حيث أنه يوفر ميزة إيجاد وحدات سكنية تمتلك مستويات مختلفة من الجاذبية الاصطناعية.

إن المفتاح الأساسي في التحرك ضمن البيئة منعدمة الجاذبية هو أخذ مركز كتلتك بعين الاعتبار والاعتماد عليها، حيث بقع مركز كتلة الجسم خلف السرة تماماً، فعندما تقوم بدفع شخص ما أو شيء ما في الفضاء، وكان مستوى خط الدفع لا يمر عبر سرتك، فإن هذا سيجعلك على الأغلب تدور حول المحور المار من سرتك، لذلك فحتى تستطيع الحركة باتجاه معين، عليك التأكد من أن خط الدفع يمر من سرتك.

في البداية، الحل هو أن تتحرك ببطء وبساطة، بحيث يكون لديك الوقت للتفكير بما تفعله، ولكن عندما ستعتاد على ذلك، فإنك ستجد أنه من ممتع أن تستطيع دفع نفسك من الجدار بمعدل دوران مناسب لتهبط على قدميك على الجدار المقابل، ومن ثم، سيكون أمامك احتمالات متنوعة من الأنشطة التي يمكن ممارستها مثل الرقص والجمباز أو أي رياضة ضمن البيئة منعدمة الجاذبية.

لحسن الحظ لن تكون بحاجة للنوم لمدة طويلة عند العيش في بيئة منعدمة الجاذبية، لذلك سيكون لديك متسع من الوقت للاسترخاء ومشاهدة المناظر البانورامية من النوافذ التي تطل على الأرض وهي تدور حول نفسها، أو الجلوس في غرفة مظلمة محاطة بالمشاهد الفلكية وأنت تستمع إلى دليل وهو يشرح جميع الأجسام التي تشاهدها من خلال المناظير المتاحة، أو وأنت ترقص في ظل انعدام الجاذبية.

كل شيء يصل إلى نهاية

بالطبع، فإن كل الأشياء لا بد وأن تنتهي، وللأسف! فإنك ستجد نفسك بعد أيام قليلة وأنت تتجه مرة أخرى عبر نقطة الالتحام إلى مركبة العودة، وعلى الرغم من أنك سوف تكون قد اكتسبت خبرة أكبر في الحركة والمناورة ضمن البيئة منعدمة الجاذبية، إلّا أنك سرعان ما ستفكر بالوقت اللازم لادخار ما يكفي من النقود للعودة مرة أخرى إلى المدار، أو ربما ستفكر في تغيير وظيفتك للحصول على عمل في فندق مداري.