التصنيفات: فضاء

كيف تتشكل الكواكب؟

على مدار نصف العقد المنصرم توصل العلماء إلى اكتشاف آلاف المعلومات عن آلاف الكواكب في جميع أنحاء المجرة، ولكن على الرغم من ذلك لم يستطع العلماء معرفة كيفية تحول النجوم الصغيرة الشابة إلى نظم شمسية مستقرة.

في الواقع كون العلماء نظريتين متناقضتين تماماً حول تشكيل الكواكب، فافترضت النظرية الأولى أن الأقراص الهائلة التي تحيط بالنجوم الصغيرة تقوم بالاصطدام ومن ثم الالتحام لتكوين الأجسام ذات الحجوم الكوكبية، أما النظرية الثانية فافترضت أن عدم استقرار الجاذبية في السديم المحيط بالنجم تتسبب في جعل كواكب جديدة تشق طريقها إلى حيز الوجود.

كل هذه النظريات ما هي إلا اجتهادات نظرية للعلماء لم يستطع أحد الوصول إلى حل جازم بشأنها وذلك لوجود قيود تعرقل البت في هذا الشأن، وهي أننا لا نملك أو لم نشاهد أمثلة كثيرة لكواكب حديثة النشوء أو صغير عمرياً بالشكل الكافي لنستطيع دراستها وفهم نظرية تكوينها.

مؤخرا سجل فريق دولي من علماء الفيزياء الكلاسيكية مشاهدة قد تساعد على الحسم النهائي في نظرية نشوء الكواكب.

حيث أعلن الباحثون عن اكتشاف دليل على وجود كوكب آخر يدو حول النجم HD100546، النجم الذي يبعد عنا حوالي 320 سنة ضوئية، والذي يكبر شمسنا بكثير.

الكوكب الآخر أو الكوكب الطفل والذي بدا للعلماء حديث النشوء، حيث أنه كما يبدو للمراصد عملاقا غازياً، يدور حول نجمه HD100546 على مسافة تقترب من المسافة التي تفصل بين كوكب زحل والشمس، أو ربما أكبر قليلا، كما يعتبر هذا الكوكب هو ثاني الكواكب التي يكتشفها الفريق الفلكي المشارك في الدراسة، حيث كانوا قد سجلوا اكتشاف (عملاقا غازياً) قبله آخر يدور حول نفس النجم.

“مقارنة بأنظمة الأقراص الأخرى يعتبر هذا النظام الأقرب على الاطلاق من الأرض ” يقول شون بريتين القيادي في البحث والأستاذ في الفيزياء الفلكية بجامعة كليمسون، “المختلف في الأمر أننا قادرون على دراسته الآن على مستوى التفاصيل الصغيرة، الأمر الذي كنا نعجز عنه سابقا بسبب بعد النجوم الشديد عنا، وبالتالي يعتبر هذا النظام الأول على الاطلاق نتمكن من خلاله من دراسة تلك التفاصيل.”

يأمل العلماء والباحثون في الدراسة أن يمكنهم الاكتشاف الجديد من تحديد بعض التفاصيل والتي من شأنها أن ترجح إحدى النظريتين على الأخرى، لحل اللغز الاكبر إلى الآن وهو كيف تتشكل الكواكب؟!

 

المقالة الأصلية

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير