لعل من اهم القوانين الفيزيائية التي يعتمد عليها العالم كله اعتمادا شبه كلي هي قوانين نيوتن للحركة والمتعلقة بالسرعة والتسارع والأوزان وغير ذلك.
علم الحركة : هو علم يصف الحركة ايا كان مصدرها او سببها، لتأتي بعد الحركة السرعة، وهي المسافة المقطوعة في مدة زمنية. إذ نقسم المسافة على الزمن لنخرج السرعة.
وبعد السرعة تأتي التسارع: وهي المعدل الزمني لتغير السرعة، والتي نحصل عيها من عملية تقسيم السرعة على الزمن.
وهذا ينطبق مع جميع الأحجام والأطوال والمدة الزمينة، فلا يشترط حجم او جسم معين لتقاس السرعة او التسارع.
وحدات القياس: تختلف وحدات القياس من بلد الى اخر فالبريطانيون مثلا لا يزالون يستخدمون الميل بينما يستخدم غيرهم المتر كوحدة قياس للمسافة.
ويستخدم العالم الثانية لقياس الزمن كوحدة زمنية متعارف عليها.
القانون الأول للحركة:
يشير قانون الحركة الأول في الفيزياء انه اذا كان مجموع القوى على جسم معين يساوي صفر، فإن هذا الجسم سيبقى مكانه لا يتحرك. وفي المقابل فإن الجسم المتحرك سيبقى متحركا ما لم تأتي قوة اخرى لتوقفه كقوى الإحتكاك مثلا.
هذا القانون لنيوتن، لكن إبن سينا كان قد اشار إلى ما هو شبيه لذلك في كتابه الشهير الإشارات والتنبيهات ما لفظه” إنك لتعلم أن الجسم خلي وطباعه، ولم يعرض له من خارج تأثير غريب، لم يكن له بد من موضع معين، فإذن في طباعه مبدأ استيجاب ذلك ”
ويقول في كتابه الشفاء: “… وليست المعاوقة للجسم بما هو جسم، بل بمعنى فيه يطلب البقاء على حاله من المكان أو الوضع… وهذا هو المبدأ الذي نحن في بيانه”. ويستطرد في تأكيده لذات المعنى مرة أخرى بقوله: “ولكننا إذا حققنا القول، وجدنا أصح المذاهب مذهب من يرى أن المتحرك يستفيد ميلا من المحرك، والميل هو ما يحس بالحس إذا ما حوول أن يسكن الطبيعي بالقسر، أو القسري بالقسر”.
قانون الحركة الثاني:
القانون الثاني للحركة هو قانون التسارع والذي يربط بين القوى المؤثرة عل الجسم والتغير الحاصل في سرعته سواء بالسلب او الإيجاب. ويكون التسارع متناسقا مع حجم القوة ومسارها.
وقد تحدث العرب في هذا المجال أيضا حيث اشار لذلك الإخوان صفا في رسائلهم: ” ان الحركة هي النقلة من مكان ال مكان اخر في زمان ثان، وضدها السكون وهو الوقوف والثبات في مكان واحد بين زمانين، والحركة تكون سريعة وبطيئة، فالسريعة هي التي يقطع المتحرك بها مسافة طويلة في زمان قصير، والبطيئة هي التي يقطع المتحرك بها مسافة قصيرة في زمان طويل، وعلى هذا المثال تعتبر الحركات والمتحركات”.
القانون الثالق للحركة:
ينص قانون الحركة الثالث على ان الجسم يبذل قوة لأنه يتفاعل مع جسم اخر، بمعنى اخر انه في حال ارتطام جسم بجسم اخر فإن الجسم الأول أ سيدفع الجسم الثاني ب في اتجاه معين، لكن الجسم ب سيدفع الجسم أ في عكس ذلك الإتجاه وتبقى للكتلة والمقاومة تحديد من سيترحك من الكتلتين وفي اي اتجاه.
هذا ما قاله ابن ملكا البغدادي في كتابه المعتبر “أن الحلقة المتجاذبة بين المصارعين لكل واحد من المتجاذبين في جذبها قوة مقاومة لقوة الآخر. وليس إذا غلب أحدهما فجذبها نحوه يكون قد خلت من قوة جذب الآخر، بل تلك القوة موجودة مقهورة، ولولاها لما احتاج الآخر إلى كل ذلك الجذب”.
ويورد فخر الدين الرازي نفس المعنى في كتابه المباحث المشرقية إذ يقول: “الحلقة التي يجذبها جاذبان متساويان حتى وقفت في الوسط، لا شك أن كل واحد منهما فعل فيها فعلا معوقا بفعل الآخر… ] ثم لا شك [ أن الذي فعله كل واحد منهما لو خلا عن المعارض لاقتضى انجذاب الحلقة إلى جانبه، فثبت وجود شيء لو خلا عن المعوق لاقتضى الدفع إلى جهة مخصوصة…”.
ويقول ابن الهيثم في كتابه المناظر : “المتحرك إذا لقي في حركته مانعا يمانعه، وكانت القوة المحركة له باقية فيه عند لقائه الممانع، فإنه يرجع من حيث كان في الجهة التي منها تحرك، وتكون قوة حركته في الرجوع بحسب قوة الحركة التي كان تحرك بها الأول، وبحسب قوة الممانعة”.
قوانين نيوتن للحركة:
في القرن السابع عشر خرج علينا نيوتن بمنطق جديد لعلم الحركة وتعريفات لها اكثر دقة من ذي قبل. حيث عرفها بالنصوص التالية
القانون الأول للحركة: ان كل جسم يبقى ساكنا ما لم تؤثر عليه قوة خارجية تغير حالته.
القانون الثاني: ان القوة المؤثرة على جسم متحرك تتناسب طرديا مع كل من كتلة الجسم وتسارعه.
اما القانون الثالث للحركة فينص على ان لكل فعل ردة فعل مساوية له في المقدار مضادة له في الإتجاه.