التصنيفات: فضاء

فيديو: التقاط أول صور في التاريخ لميلاد كوكب في قلب الفضاء

لا يوجد كوكب واحد جديد حقاً اكتشفناه حتى الآن، كل الكواكب الجديدة التي اكتشفناها في العشرين سنة الماضية، كانت موجودة قبلها بسنين هائلة، بعضها يمتاز بعواصفه التي تثور على سطحه دائماً، والبعض الآخر يغري فضول العلماء باحتماليات وجود حياة على سطحه، لكن، نحن لم نستطع أن نشهد حتى الآن ميلاداً لكوكب من العدم !

الخبر المثير أن فريقاً من العلماء الذين يعملون في مرصد “كيك”، قد أعلنوا أنهم اكتشفوا كوكباً جديداً للمرة الأولى في طور التكون الآن في تشكيلة طاوروس الفلكية، وهو يبعد عن الأرض 450 سنة ضوئية، وهو ما يزال في مرحلة الولادة من العدم، وتجمع المواد عليه، وبدء الدوران حول مركزه المنشود.

هذا الكوكب الوليد يدور حول نجمة تسمى “لكا 15  LkCa 15″، وقد اكتشفه رائد فضاء يسمى آدم كراوس وميشيل إيريلاند، باستخدام تليسكوب “كيك 2″، بعدها أطلقوا عليه هذه التسمية، وهو يدور في مدار نظام نجمي يوجد فيه كوكبان غيره، وهما الكوكبان “لكا 15 سي، ولكا 15 دي”،  أما بالنسبة للنجم، فقد لاحظ العلماء وجود قرص متنامي غير معتاد فيه مع فجوة بداخله، وعندها، خمن العلماء أن هناك كوكباً يتكون بداخل هذا القرص الغامض، وهو ما يفسر الغبار والردم الذي يتراكم عليه.

وقد قالت ستيفاني سالوم، أحد أعضاء الفريق، وطالبة الدكتوراة في الفلك في جامعة أريزونا، والمؤلفة الرئيسية لهذا البحث، أن ملاحظاتهم الجديدة تدعم وجهة النظر هذه، فالصور توضح أجساماً أقرب إلى النجم، وأكثر خفوتاً منه، وقد استطاعوا الحصول على هذه الصور بفضل تظوير علماء الفلك في جامعة أريزونا أدوات وتقنيات تجعل مثل هذه الملاحظات الصعبة ممكنة.

كلمة السر التي جعلت رؤية هذا الشئ ممكنة لأول مرة في التاريخ، بهذا التفصيل المدهش، هي في التليسكوب المجهري الضخم المسمى اختصاراً بـLBT، والذي يعد أضخم تليسكوب في العالم، ويقع هذا التليسكوب الضخم على جبل جراهام في ولاية أريزونا، بالإضافة إلى تليسكوب ماجيلان ونظام البصريات المتقدم الملحق به، والذي يقع في تشيلي، وقد تم تزويد هذه التليسكوبات مع مجموعة من الأدوات المميزة، والتي تقوم بتحسين وتوضيح الصور البعيدة، كما إن هذه الأدوات تنتج لنا نتائج مثيرة للإعجاب حقاً، لا سيما في أماكنها المختارة التي نصبت فيها بعناية.

أحد أعضاء الفريق شرح قائلاً أنه عندما ننظر خلال الغلاف الجوي للأرض، فإن ما نراه هو الهواء البارد والساخن الذي يختلط بطريقة مضطربة تجعل النجوم تومض في الصور، وهذا ما يسبب مشاكل في رؤية التليسكوبات الكبيرة، فتخرج صور غير واضحة تماماً، لكن التليسكوب المجهري الضخم تم بناؤه خصيصاً لهذا الغرض،حيث قام العلماء باستخدام تقنيات تصوير جديدة للتغلب على مشكلة هذه التشوهات الصورية، أما بالنسبة للأجهزة والأدوات التي أضيفت إلى التليسكوب المنصوب في تشيلي فقد جعلته قادراً على التقاط البصمات الطيفية المنبعثة عند طول موجي معين من الضوء خاص بكواكب “لكا 15” بالذات.

وسوف يمكن هذا الكشف علماء الفلك لأول مرة في تاريخهم، من دراسة كيفية تكون الكواكب من التحام تريليونات جزيئات صغيرة جداً من الغبار، بعكس الفرضيات السابقة التي اعتمدت إلى حد كبير على التخمين.

وقد قال البروفيسور بيتر توتهيل من كلية الفيزياء في جامعة سيدني، عضو الفريق، أن هذه هي المرة الأولى التي نتمكن فيها من التقاط صور لكوكب ما يزال في طور التكون، المشكلة كانت دائماً، أن الأدلة غير المباشرة سابقاً، كان يتم عزوها إلى ظواهر وأسباب أخرى، لكن الدليل هذه المرة واضح ومباشر، بفضل الأجهزة المدهشة التي استخدمت في كشفه.

ويمكنك أن تشاهد فيديو توضيحياً للميلاد التاريخي الذي يوثق لأول مرة من هنا:

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير