التصنيفات: فضاء

فكرة حول نموذج جديد للنظام الشمسي

النقاش حول نموذج النظام الشمسي كما نعرفه لم ينتهي بعد. ومن خلال طرح فكرة حول نموذج النظام الشمسي برؤية و مفهوم مختلف عن المكان.

أحاول تقديم تفسير لظواهر لم يشرحها نموذج مركزية الشمس القائم على أن الشمس مركز الكون مما يجعل هذا النموذج محط كثير من التساؤلات أهمها أن الشمس ليست مركز الكون ونموذجه لا يتطرق إلى مسألة وجود كواكب تدور حول محورها بعكس عقارب الساعة واُخرى تدور معها. وهو أيضاً لا يتطرق إلى الحركة التراجعية المباشرة للأجرام السماوية بحيث أن الجرم يدور بعكس اتجاه دوران الجسم المركزي. وهناك إشارات استفهام حول الحركة الارتدادية كما يحصل عند مشاهدة حركة رجوع المريخ على سبيل المثال ومن ثم توجهه نحو الامام.

فعلى سبيل المثال أننا نعرف أن الأرض تدور عكس عقارب الساعة حول محورها بينما كوكب الزهرة يدور مع عقارب الساعة كما نراها من أعلى النظام الشمسي. فباعتقادي أن الميل المحوري هو الذي يقرر جهة دورانه حول محوره فمثلا إن جميع الكواكب في نظامنا الشمسي التي تدور بعكس اتجاه عقارب الساعة لها الميل المحوري أقل من الزاوية القائمة أما البقية التي تدور مع عقارب الساعة فزاوية ميلانها هي أكبر من الزاوية القائمة. فإذا ما شبهنا دوران الكواكب حول محورها ببقع ضوء لونها أزرق وأحمر فإن كل كوكب ندفعه على حدا إلى إحدى هذه الجهات سيضيء بلون. فعلى سبيل المثال فإن الكواكب التي تدفع إلى اليمين ستضيء باللون الأزرق دائما وإذا دفعناها إلى الجهة المضادة فإنها ستضيء باللون الأحمر دائماً حتى في حال إذا ما جمعناهم وقلبناهم رأساً على عقب فإن الكواكب في الجهة اليمنى ستضيء باللون الأزرق والأخرى ستضيء اللون الأحمر. مما نستنتج أن عملية قلب الكواكب أو ارتطامها بالشهب كما يفسر البعض سبب اختلاف جهة دوران الكواكب ليس له بالضرورة علاقة بجهة الدوران.
ومن هنا فإذا ما خلقنا الجهة اليمنى فإننا في عين الوقت نخلق الجهة المضادة (اليسرى في هذه الحال.) وبهذا نستطيع استنتاج أن الكوكب يدور عكس ومع عقارب الساعة في عين الوقت فهو يخلق اتجاهين معاكسين فمثلاً هناك أجرام سماوية تدور حول الجسم المركزي بعكس جهة دورانه كما يلاحظ في أقمار كوكب المشتري الستة والثلاثون المعروفة حتى الان والتي البعض منها يدور باتجاه جهة دوران المشتري والبعض الاخر بعكسه. فزاوية الميلان تحدد جهة الدوران إن كانت من ٠ – ٩٠درجة فهي تدور مع اتجاه الكوكب وإن كانت من ٩٠-١٨٠ درجة فهي تدور عكس اتجاهه. وكمثال أوضح لو أخذنا الأرض وقمرها فهو يدور حولها في جهة دورانها من الأعلى لان زاوية ميلان القمر هي بين ٠-٩٠ درجة. فَلَو وضعنا قمراً آخر في زاوية ميلان ٩٠-١٨٠ درجة لدار بعكس جهة دوران الأرض حول نفسها. وهذه الملاحظات تنطبق على جميع الأجرام السماوية التي تدور حول أجسام مركزية حتى المذنبات حول الشمس.

وهذا كله يعود إلى الحقل المغناطيسي الذي يشكله كل جسم مركزي من حوله حيث يخلق له حيزاً في الكون. على أساس أنه ليس هناك حيزاً مطلقاً. فكل جسم مركزي له حيزه الخاص به. فمثلاً الأرض موجودة في حيّز الشمس ومتأثرة به إلا أنها في الوقت نفسه لها حيزها الخاص بها يؤثر بالقمر الموجود في حيزها بذلك لا يتأثر القمر بحيز الشمس ومن هنا تكون سرعة الأجرام تناسبية. فمثلاً كوكبي عطارد والزهرة هما الوحيدان اللذان ليس لديهما أي قمر في نظامنا الشمسي. فهذا يعود باعتقادي إلى أنهما لا يدوران حول نفسهما وبذلك لا يستطيعان خلق حيّز يدور حولهما ليس كما يحاول علماء الفلك اليوم أن يفسروا هذه الحالة بكبر حجم الكوكب. فباعتقادي أن الحجم ليس هو السبب لعدم وجود أقمار حول الكوكبين. فبلوتو لم يعد يعتبر كوكباً بسبب صغر حجمه إلا أنه لديه خمسة أقمار مكتشفة حتى الان تدور حوله. وهناك أمثلة عديدة على هذه الظاهرة. وباعتقادي فإن ذلك يعود إلى دوران بلوتو حول نفسه مما خلق له حيزاً تدور بدوران الكوكب. ومن الحالات التي تسترعي الانتباه حالة دوران كوكب أورانوس حول محوره حيث أنه يدور حول نفسه بشكل أفقي تقريبا نحو الأمام (مثل دوران الدولاب إلى الأمام.) فإننا نلحظ أن جميع أقمار هذا الكوكب تتبع دورانه حول نفسه. نستنتج هنا أيضاً أن الحيّز الذي خلقه أورانوس حول نفسه مرتبط بدورانه. فبالتالي فإن دوران الشمس حول نفسها يجعل من جميع الأجسام التي في فلكها تدور حولها.

هذه العلاقة بين دوران الأجرام المركزية حول نفسها ودوران الأجرام حولها لم يأخذه أي من علماء الفلك بعين الاعتبار حتى الآن في شرح نموذج النظام الشمسي اليوم. فهذه النظرة هي نظرة رياضية تغطي حاجتنا الضرورية لكن ليس بالضرورة أن تكون الواقع نفسه.

وما يقدمه الكتاب من الجديد أيضاً هو تفسير لانحراف مسار الأجسام التي تدور حول الأجرام المركزية وعلى سبيل المثال مسار دوران الكواكب حول الشمس. فليس هناك كوكب أو أي جسم سماوي آخر يدور حول الشمس دون أن يقطع خط استوائها. فبما أن الشمس تدور حول نفسها باتجاه عقارب الساعة وعكسها في آن واحد فإنها تَخَلَّق حيزين مضادي الاتجاه مع وعكس اتجاه عقارب الساعة فوق خط استوائها وتحته. وهذا ما يفسر لنا عدم إمكانية دوران الأجسام في نصفها العلوي أو السفلي دورة كاملة ولذلك فهي مجبرة على سلوك مسار منحرف يقطع خط الاستواء.

وأيضاً فبما أن الشمس ليست مركزاً للكون فهي أيضاً تدور في مسار خاص بها حول مركز مجرة درب التبانة. وهذا يجعلنا أن نعتقد بأن الكواكب لا تستطيع أن تدور دورة كاملة حول الشمس بسبب تحركها في مسارها. فبرأيي فهي تدور حول الشمس في مسارين نصف دائريين في الجهة نفسها التي تتحرك الشمس بها. وهذا يفسر ظاهرة الأنالما بشكل أفضل.

إن الجدل حول النظام الكوني والذي نحن جزء منه نال اهتمام جميع شعوب. فقد أثار اهتمام الشعوب القديمة منذ الحضارات الأولى . وهذا الجدل لا يزال يثير اهتمام، ومن المستبعد أن ينتهي في المستقبل القريب.

شارك
نشر المقال:
Arios