فضاء

عن ثبات الكون – ما الذي يجعل كوننا مستقراً هكذا؟

الكون بقدر ما نعرف عنه.. فهو ما زال يزداد غموضًا.. فماذا عن ثبات الكون ؟ ماذا نعرف عنه؟
هل تظن انك تعيش بكون ثابت؟ اذا كانت اجابتك بنعم.. أنت مخطئ عزيزي القارئ!

تمدد الكون أو إنكماشه هو ما حاز اهتمام ألبرت أينشتاين و العديد من العلماء الكبار؛ حيث طبقًا لنظرية الانفجار العظيم نشأ الكون منذ 14 مليون سنة من نقطة صغيرة وبدأ بالتمدد بتواجد كمية هائلة من السخونة الشديدة بمعدل عالي من التمدد حتى بدأ المعدل في التقلص ليصل إلى المعدل الحالي بسبب الجاذبية.

لم يقف الاكتشاف عند ألبرت اينشتين فقط، حيث اكتشف عالم الفلك الأمريكي فيستو سليفر في عام 1912 بوجود ضوء يأتي من المجرات البعيدة  ويميل للون الأحمر – يتحدد لون الضوء حسب الطول الموجي وكلما ازداد الطول الموجي مال لون الضوء للون الأحمر- وهو ما أدى إلى اكتشاف عالم الفلك البلجيكي جورج لوميتر لتمدد الكون عام 1927 بعد حل معادلات اينشتاين للمجال وعلى أساس معادلات النسبية العامة تأكد من الابتعاد المستمر للمجرات عنا.

يُمكننا أن ننسب التمدد و سرعته للطاقة المظلمة و للزمكان – وهو نسيج ديناميكي تحاك بداخله أماكن المجرات  يعبر عن الفضاء بأربعة أبعاد – حيث أنه يزداد بين مليارات المجرات ، و كلما تقدم عمر الكون كلما ازدادت مساحة الزمكان مما ينتج مساحة أوسع بين المجرات وبعضها وعليه يتسع الكون !

 

ولكن هل تساءلت يومًا .. داخل ماذا يتمدد الكون؟ أين حواجز و حواف الكون؟

حتى الآن لم يتم اكتشاف أي حواجز للكون، و كأنه إذا ظل يتمدد سيتمدد للمالانهاية ، و لكن لم يكن هذا رأي أينشتاين.

بالنسبة لأينشتين فإن الكون يمكنه أن ينحني مع التمدد إلى أن تنحني على نفسها

وهنا يجب طرح سؤال هام ماذا إذا الطاقة المظلمة اختفت واصبح الكون ثابت؟

يؤسفنا القول بأن النتيجة لن تنال إعجاب أيًا من الكائنات الحية.. حيث أن النجوم ستستهلك جميع الغازات التي يحتاجها أي نجم للتكون لذا سيولد عدد أقل من النجوم، أما عن الشمس ستصبح عملاق أحمر كبير و تبتلع الأرض بشكل سريع، أيضًا

ستقل درجة الحرارة لتصبح 273 درجة سيليزية تحت الصفر وهو ما يسمى الصفر المطلق لدرجة الحرارة حيث تؤثر هذه الحرارة في كل شيء حتى في تحويل الحركة داخل الذرات إلى ثبات تام.

 

أما إذا قلت الطاقة المظلمة الكون سيتقلص بشكل كبير، المجرات ستتداخل مع بعضها البعض لتصبح مجرة واحده عملاقة وبالتالي النجوم تتداخل ببعضها فيرتفع درجة حرارة الفضاء ليصبح أعلى من حرارة الشمس ويصبح الفضاء ملئ بالثقوب السوداء التي ستبتلع كل شيء من كواكب وشمس ونجوم والمجرات بأكملها، حتى يحدث ويتم تكوين ثقب أسود عملاق يبتلع الكون بأكمله مما يجعل الكون يعود لنقطه صغيرة شديدة السخونة.. ومن يعرف من الممكن أن تكن هذه بداية لكون آخر من جديد !

إعداد : روان حمدى

شارك
نشر المقال:
نادي الفلك جامعة قطر