التصنيفات: الصناعة والإبتكار

عصر نهضة الطائرات بدون طيار

بدأت الطائرات المروحية التي تعمل بدون طيار تصبح ذكية بما فيه الكفاية لتتولى المهام المعقدة بأقل قدر ممكن من التدخل من قبل البشر، حيث ستقوم شركة تصنيع الطائرات بدون طيار الناشئة (Matternet) على سبيل المثال، بإطلاق أول منتج لها في 30 آذار، وهي عبارة عن مروحية رباعية قادرة على حمل ما يصل وزنه إلى كيلوغرام من البضائع لمسافة تصل إلى 20 كيلومتر، وهذه الطائرة التي يزيد حجمها بقليل عن حجم الطائرات التجارية يمكنها القيام بالرحلات بطريقة مستقلة ولا تتطلب أكثر من كبسة زر واحدة.

يمكنك ببساطة باستخدام تطبيق مخصص لهذا النوع من الطائرات اختيار إحدى هذه الطائرات التي توجد في منطقة قريبة منك وتحدد الوجهة التي ستنطلق إليها، بعد ذلك يقوم برنامج شركة (Matternet) بتحديد أفضل المسارات التي يمكن أن تسلكها الطائرة إلى جانب تحديد وجود أي عقبات محتملة في ذلك المسار، مثل وجود منطقة حظر للطيران في المناطق القريبة من المطارات، وثم يمكن للطائرة أن تقلع من دون الحاجة لإدخال مزيد من التفاصيل.

تبعاً للرئيس التنفيذي لشركة (Matternet) (أندرياس رابتوبولوس)، فإن هذه الطائرة يمكن استخدامها في مجال توصيل الطلبات مثل شركتي (Instacart) و(Postmates)، حيث أن هاتين الشركتين يمكنهما أن تستخدما هذه الطائرة لإرسال الأشياء بسرعة للعملاء، ولكن من جهة أخرى يمكن أيضاً أن يتم استخدامها في عملية نقل الدم  من المراكز إلى المشافي بسرعة، أو حتى نقل الأعضاء البشرية بسرعة من مستشفى إلى آخر.

حجرة العثرة الوحيدة التي تقف في وجه البدء باستخدام هذا النوع من الطائرات، هو قواعد إدارة الطيران الاتحادية (FAA) التي تمنع استخدام الطائرات بدون طيار والتي لا تكون تحت أنظار الطيار، ولكن يمكن لهذا أن يتغير قريباً إذا ما قررت الـ (FAA) منح الشركة بعض الأريحية في القوانين الأساسية لتتمكن من العمل.

على صعيد آخر، انضمت طائرة شركة (Matternet) مؤخراً في مؤتمر (SXSW) إلى آلات أخرى تم تصنيعها لتعمل في حالة وقوع الكوارث، أو لتقوم بأداء المهام الأساسية التي من شأنها أن تتطلب الكثير من القوى البشرية أو المعدات باهظة الثمن.

إحدى هذه الآلات كانت (AirRobot)، وهي عبارة عن طائرة بدون طيار تقليدية ذات تصميم أنيق، ساعدت فيما يصل إلى 18 كارثة من أصل 43 التي تم فيها استخدام الروبوتات، وهذه الطائرة يمكنها أن تطير بارتفاع أقل بكثير مما يمكن لطائرة الهليكوبتر التقليدية أن تفعل، مما يمكن أن يوفر لطواقم الإنقاذ فهماً أدق بكثير للحالة، وقد تم استخدامها في حوادث القطارات والانهيارات الطينية لتوفير لقطات فيديو حية عن الكوارث، وهذه اللقطات يمكن أن يتم استخدامها لتوفير تفاصيل دقيقة للموقف مما يمكّن فريق الإنقاذ من وضع الخطط السليمة لاستجابتهم.

وفي هذا السياق هناك طائرة (Halodrop)، وهي من الطائرات الأخرى من دون طيار التي كانت توجد في المؤتمر، تستخدم الموجات الحية لمراقبة الأضرار التي يمكن أن تحل بالبنية التحتية الرئيسية للأبنية، وبذلك بدلاً من استخدام طاقم مؤلف من خمسة أشخاص ليعملوا لمدة أسبوع ليكتشفوا الخلل، فإنه يمكن لهذه الطائرة مثلاً أن تقوم بفحص جسر بأكمله في ثلاث ساعات.

ولكن الطائرة التي كانت تحتل مركز الصدارة في المؤتمر كانت طائرة (Muppette)، وهي طائرة بدون طيار صممها مهندسين معماريين لتقوم بالطباعة ثلاثية الأبعاد، وهذه الطائرة تحتوي على أنبوب يخرج من منتصفها، يمكن من خلاله ضخ المواد المكونة للخرسانة لبناء مأوى مؤقت في حالات الكوارث، أو إجراء إصلاحات مؤقتة على الطرقات أو البنيات التحتية الأساسية الأخرى.

في النهاية يجدر القول بأنه ليس هناك شك في أن الطائرات بدون طيار بدأت تدخل حياتنا بسرعة، ولكن السؤال المطروح هنا هل هي نعمة أم نقمة.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير