التصنيفات: الصناعة والإبتكار

ضماد ثوري جديد يمتص البكتيريا من الجروح

لقد سمعنا من قبل عن ضمادات للجروح تقوم بقتل البكتيريا، لكنها المرة الأولى التي نسمع فيها عن عن ضماد يقوم بمص البكتيريا لتخرج من الجروح، لننزع بعدها الضمادة والبكتيريا ونلقي بها، ونترك الجرح نظيفاً.

هذا العمل المختلف قام به باحثون في جامعة سوينبرن البريطانية للتكنولوجيا، بقيادة الأستاذة المرشحة للدكتوراه مارتينا أبريجو، وقد بدأ الفريق عمله عبر تصنيع ألياف بوليسترين أرق بـ100 مرة من شعرة الإنسان الواحدة، ثم قاموا بوضع شبكة نسيج منها على شرائح زجاجية مزروع عليها بكتيريا “المكورات العنقودية الذهبية”، وهي البكتيريا التي تصيب الجروح بالعدوى عادة، فتحركت البكتيريا بسرعة وألصقت نفسها بها، بسبب ظروف النمو المثلى التي تقدمها شبكة الألياف ، وقد حدث هذا اكثر عندما كان قطر كل ليفة مماثلاً لقطر البكتيريا المفردة، أما عندما كان أصغر، فإن عدد البكتيريا المنجذبة قد قل.

بعد ذلك قام الباحثون بمحاولة طلاء ألياف النانو بمركبات مختلفة، ثم أخذوا يراقبون كيف تغير رد فعل بكتيريا “الإيشريشيا كولاي” المستخدمة في التجربة في كل مرة، فوجدوا أنه عند طلي ألياف من أي حجم بمركب الأليلامين، فإن بكتيريا الإيشريشيا كولاي تتحرك لتلتصق به بسرعة.

الاختبار الثالث تم بالتعاون مع جامعة شيفيلد، وفيه تم اختبار شبكة الألياف النانوية على نماذج مهندَسَة من الجلد، وعلى الرغم من أن النتائج لم تنشر بعد، إلا إن الباحثين قالوا إنها كانت واعدة، وهي مبشرة بأننا سنشاهد نفس النتائج إن جربناها على الأنسجة الحقيقية.

الباحثة مارتينا أبريجو قالت إنها كانت شغوفة دائماً بالتخصصات العلمية، خاصة البيولوجيا وعلم التشريح البشري، جنباً إلى جنب مع فكرة تطبيق المعرفة، وبناء حلول عملية للمشاكل العلمية، ما وجهها إلى الهندسة بقوة، ولهذا اختارت أن تكون مهندسة في الطب الحيوي.

خلال دراستها الجامعية في إيطاليا، نالت أبريجو الفرصة للعمل على تطوير الضمادات للعناية بالجروح المزمنة، وقد فتحت هذه التجربة الأبواب للبحث التي تقدمت به للحصول على الدكتوراة، والذي قررت التركيز فيه على تصميم وتصنيع شبكات نسيج مبتكرة تمنع العدوى في الجروح التي لا تشفى.

بعد إنهائها للماجستير، قررت أبريجو أن تسافر للحصول على خبرة من الخارج، لاستكشاف بلد جديد، وتوسيع شبكة اتصالاتها، وأخيراً، اكتساب خبرات ومعارف جديدة، وهو ما وجدته في جامعة “سوينبرن”، والتي تركز بقوة على العلوم والتكنولوجيا، والابتكار، كما إنها تقدم عدداً من المرافق المميزة التي يستطيع الطلبة الوصول إليها بسهولة، وإجراء أبحاثهم العلمية متعددة التخصصات بيُسر، عبر شراكاتها مع العديد من الصناعات.

وقد قالت أبريجو أن بحثها هذا كان يعتبر تحدياً صعباً، ومتطلباً في بعض الأحيان، لكنه كان مثيراً على الدوام، وقد سنحت لها الفرصة كي تنال إشراف علماء شغوفين ذوي خبرة عالية، والذين ساعدوها لتطوير مهارات تقنية وشخصية جديدة، وأن شعور السرور الذي ملأها بعد نشر ورقتها العلمية أو الفوز بجائزة عرضها، قد شجعاها على متابعة أبحاثها، وهي تأمل أن يقود هذا العمل إلى ضمادات ذكية، يمكنها أن تمنع العدوى، فهكذا يستطيع الأطباء أن يضعوا الضمادة الشبكية على الجرح، ثم ينزعوها للتخلص من الجراثيم.

 

 

 

شارك
نشر المقال:
محمد حمزة