التصنيفات: علم النفس

درجة الذكاء وترتيب الأخوة

موقع الأخ البكر والأصغر سنا وتأثير ذلك على درجة الذكاء

ان من أعقد الأسئلة المطروحة في أبحاث “الأخوة” في الأسرة هو تأثير ترتيب موقع الأخ بين أخوته على درجة ذكائه. قبيل سنوات معدودة قامت دراسة نرويجية اجمالية باحياء هذا النقاش مجددا. بيتر كريستنزن وتور بيركيدال من جامعة في أوسلو أثبتوا أثر ذلك، من خلال عينة بحثية واسعة النطاق من رجال ولدوا ما بين سنة 1967 وسنة 1976 واتضح أن للترتيب كان هنالك دلالة احصائية وان بدت ضعيفة. الأخ البكر وفق هذه العينة البحثية عادة ما يفوق الأخين الثاني والثالث بـ 3 الى 4 درجات على سلم الآي كيو.

وفي تحايل بسيط نجح الباحثان في اثبات أن الفرق في درجة الذكاء غير متعلق بترتيب الأخوة بعينه، فالرجال المولودون في غير الترتيب الأول وكانوا قد فقدوا في جيل مبكر أخ أو اثنين لهم( أي صاروا في الموقع ذو الترتيب الأول) لم يكن لديهم في المقابل درجة ذكاء أقل، الأمر الذي ينفي امكانية عزو ذلك لأسباب بيولوجية، انما قد يعود ذلك الى كل من الدور والتحفيز داخل الأسرة اللذين يخلقان ذلك الفرق. لا شك أن هناك طيف من الأسباب الأخرى المتعلقة، كالمستوى التعليمي، العادات الغذائية أو سن الوالدين.

مع ذلك تشير مكتبة معطيات درجة الذكاء (الآي كيو) أن هناك ميل لوجود فرق بين الأخوة في درجة الذكاء. من خلال دراسات للأطفال في جيل أقل من 12 سنة يظهر أن هناك فرق لصالح الأخوة الأصغر سنا، فيما تأتي دراسات أخرى يتم اجراؤها في أعمار أكبر وعند البلوغ لتناقض سابقتها. بناء عليها يمتلك الأخوة البكر لصالحهم تقدما في القوة المعنوية.

نموذج(موديل) الباحث النفسي من جامعة ستانفورد الأمريكية روبرت زايونك يوضح هذا التحول بالتالي: الأخوة في الموقع الثاني أو أكثر يستفيدون منذ طفولتهم الأولى من أخوتهم الأكبر سنا، لأن هؤلاء الأخوة الأكبر سنا يكونون متطورون ذهنيا ولغويا فيقدمون دافعا أكبر للتعلم لصالح أخوتهم الصغار. مع مرور الوقت يتراجع الدافع والحاجة الى التحفيز لدى الأصغر سنا، ويتوقف أيضا الأخوة الأكبر سنا عن شغر دور النموذج القدوة والمحفز للتعلم. عندها فان الأخوة الأصغر سنا في محاولة فهمهم للعالم يستنهضون أنفسهم ويتطورون.

المصدر: مجلة شبكتروم – جايست أُند جهيرن- بالألمانية

شارك
نشر المقال:
mtahhan