التصنيفات: الصناعة والإبتكار

خمسة أشياء لا تعرفها عن حوادث الطائرات

في عام 2000 وفي اللحظات التي سبقت مباشرةً السقوط السريع الثاني لطائرة ألاسكا 261 وتحطمها في المحيط الهادئ، قيل إنها كانت تطير لفترة وجيزة في وضعية مقلوبة -رأساً على عقب، حيث أنه عندما بدأ هبوطها الأخير في المحيط، استطاع مسجل الصوت في قمرة القيادة تسجيل الكلمات التفاؤلية للكابتن (تيد تومسون)، حيث قال (حتى لو كنا في وضعية الانقلاب ولكن على الأقل نحن نطير).

إن تحطم طائرة ألاسكا 261 كان نتيجة لعطل ميكانيكي ضخم، وعلى الرغم من أن السيناريو الميكانيكي الكارثي الذي أدى لتحطم هذه الطائرة هو نادر الحدوث، إلا أن هناك سيناريوهات قد تكون أبسط بكثير وتؤدي إلى تحطم الطائرات، مثل رحلة ايسترن 401 التي تحطمت لأن طاقم قمرة القيادة انشغلوا بتصليح مصباح كهربائي معطل، أو رحلة ايروفلوت 593 التي سقطت نتيجة لسماح الطيار لابنه بالجلوس في مقاعد التحكم، وأيضاً حادثة تحطم رحلة ايروبيرو 603 التي حصلت نتيجة لعدم معرفة كابتن الطائرة لارتفاعه الحقيقي لأن عامل صيانة الطائرة سهى عن إزالة شريط لاصق عن لوحة التحكم التي تظهر ارتفاع الطائرة، وأخيرا حادثة اختفاء طائرة الايرباص A330التي تعود للطيران الفرنسي في المحيط الأطلسي.

جميع هذه الحوادث تدفعنا للتساؤل، ما هي الأشياء الرئيسية التي يجب معرفتها عن حوادث تحطم الطائرات؟

أولاً: النجاة من تحطم طائرة مفيد على المستوى النفسي:

خلال المؤتمر السنوي للرابطة الأمريكية لعلم النفس في عام 1999، قدم باحثون من جامعة فرجينيا أولد دومينيون بعض النتائج الفريدة، والتي أشارت إلى أن الناجين من حوادث تحطم طائرات كانت حالتهم الصحية والنفسية جيدة، وكانت نسبة تعرضهم للقلق والاكتئاب ولتوتر ما بعد الصدمة، أقل من نسبة تعرض المسافرين الذين لم يتعرضوا لحوادث طيران، والسبب بهذا على الأرجح يرجع لمنظور السيطرة، حيث كلما زاد اعتقاد المسافر الذي نجا من حادثة طيران أنه كان يمتلك زمام التحكم بمجرى الأمور، تكون حالة هذا الشخص الصحية أفضل ما بعد نجاته من الحادث، حتى ولو كانت تلك السيطرة مقتصرة على تحكمه بردات فعله، كما أن هؤلاء الأشخاص لم يظهروا حاجة للمعالجة النفسية بعد الحادث.

ثانياً :  الـ 90 ثانية الأولى بعد حادث تحطم هي “الوقت الذهبي” :

وفقا لشركات الطيران، فإن ما يفعله الشخص خلال “الوقت الذهبي” يمكن أن يحدد ما إذا كانت لديه فرصة للنجاة من حادثة تحطم طائرة أم لا، فمقاومة الفزع والتوتر السريع، والابتعاد عن الطائرة بأسرع ما يمكن، ومحاولة البحث عن الهاتف الجوال بعد الحادث، هي من الأمور التي قد تساعد على النجاة من تحطم الطائرة، وتبعاً لبعض الشهود الذين أفادوا أنهم عندما انفجرت طائرتهم، قاموا بتمزيق ملابسهم التي اشتعلت بها النيران بشكل سريع جداً، وهذا على الأرجح منع الحروق التي أصابتهم من أن تصبح أكثر اتساعاً، ومع ذلك، فإن هذه الإجراءات لا تساعد على التخلص من الأضرار الداخلية التي قد تنجم عقب تحطم الطائرة، مثل الأضرار الناتجة عن استنشاق الدخان الذي يؤدي إلى قطع  الأكسجين عن أنسجة الجسم، أو الأضرار الناتجة عن الحرارة التي تؤدي إلى احتراق سطح مجرى الهواء العلوي من الجسم، أو الأضرار الناتجة عن المواد الكيميائية السامة التي تؤدي للإضرار بالرئتين.

ثالثاً : أهم سبب لتحطم الطائرة هو نفاد الوقود :

هذا الحدث الفظيع والغير مقبول يعرف في مجال الطيران باسم (التجويع الوقودي)، والذي يحدث عادة نتيجة للتسرب أو لإجراء دورات جوية واسعة النطاق، وتعد رحلة أفيانكا 52 أحد أهم الأمثلة عن هذا النوع من الحوادث، حيث حصل سوء فهم ما بين المراقبين الجويين في مطار جون كنيدي وطاقم الطائرة، أدى إلى تجاهل المراقبين لإلحاح طاقم الطائرة على مشكلة نفاد الوقود، مما أدى بالنتيجة لفقدان الطائرة لجميع محركاتها وتحطمها في لونغ آيلاند، وللأسف فقد شاركت خمس طائرات أخرى على الأقل مصير أفيانكا 52 في هذا العقد وحده.

رابعاً : معدل فرص النجاة من تحطم الطائرات يتحسن عندما يقرر الطيار أن يحط في الماء :

بالرغم من أن عملية إنزال الطائرة في المياه تكون محكومة بظروف لا يمكن التحكم بها نوعاً ما، وعلى الرغم من أن سقوط الطائرة في البحر غالباً ما يكون سقوط رأسي، إلا أن معدلات النجاة والبقاء على قيد الحياة عند الهبوط في الماء يمكن أن تصل إلى أكثر من 50٪، لأن عملية الهبوط بالطائرة فوق الماء تعد من إجراءات الطوارئ، لذا فإنه يتم تدريب جميع الطيارين والركاب عليها قبل كل رحلة، وعلى الرغم من أن طاقم الطائرة نادراً ما يقدم هذه التدريبات بحماسة، لكنهم مع ذلك يحاولون تزويد الركاب بالوسائل التي تمكنهم من زيادة فرص بقائهم على قيد الحياة.

خامساً: احتمالية تحطم الطائرة تبلغ 0.00001٪ :

يشير الأستاذ (جيف روزنتال)، أن فرص إتمام الركاب لرحلاتهم الجوية بنجاح وأمان تبلغ 99.9999815٪، رغم أن أغلب الأشخاص يستمتعون بحساب الاحتمالات السيئة، ولكن هدف هؤلاء الأشخاص من حساب الاحتمالات لا يهدف إلى تحويل رهاب الجو إلى حب الطيران، بل في الواقع كلما كانت الاحتمالات تشير إلى نجاح الرحلات الجوية،كلما ازداد الأشخاص المصابين برهاب الجو تشبثاً برأيهم، على الرغم من أن الأرقام لا تساند رهابهم، والسبب بهذا يعود لكون الرهاب هو جزء غير عقلاني من الوعي، بشكل عام فإن الاحصائيات تشير إلى احتمالات الوفاة في حادث تحطم طائرة، تساوي احتمالات ولادة أربعة توائم، جميعهم مولدين بولادة طبيعية، وجميهم متشابهين (متطابقين)، أي احتمالات الوفاة في حادث تحطم طائرة تساوي احتمالات ولادة أربعة توائم متطابقة بشكل طبيعي .

المقالة الأصلية

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير