طاقة نظيفة

جنوب إفريقيا تتعلم من المغرب في مجال الطاقة المتجددة

قدم سفير المغرب في جنوب إفريقيا، يوسف العمراني، الأربعاء في جوهانسبرغ، الاستراتيجية التي تبناها المغرب لتطوير الطاقة المتجددة، مع تسليط الضوء على أهمية هذه الاستراتيجية بالنسبة لأفريقيا، باعتبارها قارة تواجه العديد من التحديات المتعلقة بتأثير تغير المناخ.

متحدثاً في افتتاح مؤتمر عُقد تحت شعار “Power Week Africa” ​​في ساندتون، الحي المالي في جوهانسبرغ، ذكّر السيد العمراني، منذ البداية، بمبادرة جلالة الملك محمد السادس دعوة أكثر من 30 دولة أفريقية لحضور قمة العمل الأفريقية الأولى حول تغير المناخ، التي عقدت في مراكش على هامش COP22 (2016).

وقال السفير، في إشارة إلى الجهود التي بذلها المغرب، لأكثر من 10 سنوات، كانت قمة في الوقت المناسب بالنظر إلى الأولوية التي يجب على جميع البلدان الأفريقية أن توليها لقضايا الطاقة المتجددة وتنميتها.

وقال: “المغرب مقتنع بأن تنفيذ أي استراتيجية مستدامة وقابلة للتنفيذ لمكافحة تغير المناخ يجب أن تحظى بدعم جميع البلدان الأفريقية”، مشددا على أن المغرب لا يزال ملتزما، إلى جانب الإخوة من بلدان أفريقية أخرى في الاتحاد الأفريقي، بإفريقيا مستقبلية ومسيطرة على مصيرها.

وقال الدبلوماسي، إن التحديات كبيرة، ولكن مع تصميم جميع مكوناتها، ستكون إفريقيا قادرة على مواجهتها، مشددًا على أن الهدف النهائي هو بناء إفريقيا قادرة على التغير المناخي وتلتزم بمسارها، المرتكز على التنمية المستدامة مع احترام التوازن البيئي والاجتماعي.

وفي هذا السياق، أشار السيد العمراني إلى أنه يتعين على إفريقيا التحدث بصوت واحد للمطالبة بتعبئة الموارد اللازمة، وأضاف: “من واجبنا إعطاء دفعة قوية للظهور الإفريقي ومواصلة التحرك نحو تحقيق الأهداف المحددة”.

واستشهد الدبلوماسي بمشروع خط أنابيب الغاز المغربي النيجيري كنموذج للشراكة الأفريقية التي من شأنها الإسراع في تنفيذ مشاريع كهربة لصالح الناس، وخلق سوق طاقة تنافسية والمساهمة في تصنيع وتكامل منطقة غرب وشمال أفريقيا.

بالإضافة إلى ذلك، أشار السيد العمراني إلى أن مؤتمر جوهانسبرغ يوفر فرصة لتبادل الطموحات والرؤى للمستقبل.

وفي هذا السياق، استعرض مختلف الإصلاحات التي بدأت في المملكة، مؤكدا أن هذه الإستراتيجية، التي تأتي من أعلى سلطة سياسية في البلاد، تحدد هدف تحقيق تنمية كفاءة الطاقة وتعزيزها.

على المستوى المؤسسي، تم إعطاء الأولوية للطاقات المتجددة وكفاءة الطاقة من خلال إنشاء الوكالة المغربية لكفاءة الطاقة (AMEE) والوكالة المغربية للطاقة المستدامة (MASEN).

من جانبه، ركز سعيد مولين، مدير عام AMEE، على أهداف الإستراتيجية، لاسيما زيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الوطنية إلى 42 جهاز كمبيوتر في عام 2020 و 52 جهاز كمبيوتر لأفق 2030.

وأشار إلى أنه تم تعزيز الإطار التنظيمي للقطاع وتم تنفيذ الأدوات المالية مع المؤسسات المالية المحلية لتمويل مشاريع كفاءة الطاقة في قطاعات البناء والصناعة والزراعة.

بفضل الجهود المبذولة في هذا المجال، وضع المغرب نفسه كلاعب نشط في المفاوضات الدولية حول تغير المناخ حسب المسؤول.

من بين المبادرات الأخرى التي اتخذتها المملكة، أشار السيد مولين إلى إعلان مراكش للعمل من أجل المناخ والتنمية المستدامة، الذي تم تبنيه في مؤتمر الأطراف 22.

ويقول إن هذه مبادرة تمثل نقطة تحول في “حقبة جديدة من التنفيذ والعمل المناخي”، والتي ألهمت الجهات الفاعلة من غير الدول على الشراكة مع الحكومات من أجل اتخاذ إجراءات للتخفيف من تغير المناخ.

أضاف المدير العام لـ AMEE أن المغرب أطلق أيضا، في COP22، خطة لتكييف القطاع الزراعي الإفريقي ويواصل الدفاع بشكل فعال عن المخاوف الأفريقية في COP23، مشيرًا إلى أن القمة الموازية التي تم تنظيمها على هامش الدورة 22 لمؤتمر الأطراف،  كانت تهدف لتوضيح كيف يمكن للجهات الفاعلة الأفريقية تطوير مختلف القطاعات ذات الصلة بتغير المناخ، مثل الزراعة والطاقة والمياه.

وأشار السيد مولين إلى مشاركة المكتب الشريف للفوسفاط الذي يعمل من أجل تطوير أنشطته الزراعية في إفريقيا، والإجراءات التي اتخذتها MASEN وإنشاء AMEE من قبل مركز تدريب أفريقي، بدعم من اليونسكو، وقال إن هذا المركز هو مثال على تبادل الخبرات بين الممثلين الأفارقة.

يُعقد مؤتمر “Power Week Africa” ​​بمشاركة محترفين وخبراء من قطاع الطاقة من العديد من البلدان، وخاصة في إفريقيا، وهو منصة للتواصل وتبادل الخبرات لتطوير القطاع في القارة، ويشارك العديد من المستثمرين أيضا في هذا المؤتمر الذي يستمر خمسة أيام.