ثلاثة أشياء اخترعها كلود شانون سترغب بامتلاكها

غالباً ما يوصف (كلود شانون) بأب عصر المعلومات، ففي النهاية هو من ابتكر مصطلح “البت”، وهو مصطلح مختصر لـ(الأرقام الثنائية)، ولو كان (شانون) على قيد الحياة اليوم في 30 أبريل عام 2016، لكان قد بلغ عامه الـ100 (أو 1100100 إذا كنت تفضل عمره بطريقة الأرقام الثنائية).

تعتبر النظرية الرياضية للاتصالات التي وضعها في عام 1949 من أكثر أعماله شهرة، حيث قدم فيها نظرية المعلومات، وهي فرع من فروع الرياضيات التي تركز على نقل البيانات الرقمية، وفي هذه التحفة قام بصياغة مصطلح “البت”، وهو ما يعتبر الوحدة الأساسية للمعلومات التي تتعلق باليقين الرقمي: صح أو خاطئ، إيقاف أو تشغيل، نعم أو لا، فخلال الحرب العالمية الثانية، تم اختيار شانون للعمل في مجال التعمية “التشفير” وأتاح له ذلك أن يلتقي بالعالم البريطاني المعروف (آلان تورينج)، الذي أظهر إعجابه الكبير بأبحاث (شانون)، وفي هذا الوقت اكتشف (شانون) اكتشافاً كبيراً، حيث أثبت أن التشفير باستخدام ما يعرف بلوح المرة الواحدة (One-Time Pad) هي في الواقع تقنية لا يمكن كسرها إذا تم استخدامها بالشكل الصحيح، وذلك يكون من خلال استخدام مفتاح سري عشوائي مماثل لحجم النص الأصلي للرسالة بحيث لا يستخدم غير مرة واحدة ويبقى سرياً، وهذا ما ساعد في ولادة نظريته المشهورة.

في عام 1950 م اخترع (شانون) فأرة سميت باسمه، وهي فأرة مغناطيسية تعمل تحت سيطرة دائرة تناوبية تمكنها من التحرك بسهولة في متاهة تتكون من 25 مربعاً، وهي مصممة لجعل الفأرة تبحث في هذه المتاهات حتى تصل إلى هدف يوضع لها في أحد الأماكن، وهذه الفأرة تُعد أداة التعلم الأولى من نوعها، وإلى جانب ذلك، قام (شانون) في نفس السنة بنشر ورقة رائدة حول برنامج حاسوبي يؤهل الحاسوب للعب الشطرنج.

اليوم، وللاحتفال بما كان يمكن أن يكون عيد ميلاده الـ100، يقوم جوجل بالاحتفال بــ(شانون) وأعماله من خلال رسم كاريكاتوري لـ(شانون) وهو يتلاعب بالأرقام، في إشارة إلى آلات التلاعب بالكرات التي بناها.

على الرغم من أن العمل الذي قام به (شانون) في زمن الحرب العالمية الثانية  كان في معظمه مكرس لمساعدة  قوات الحلفاء، إلّا أنه كرس بعض طاقاته للقيام بالمزيد من المشاريع التافهة، وإليكم هنا بعض منها:

الروبوت المتلاعب بالكرات

في سبعينيات القرن الماضي، قام (شانون) ببناء أول روبوت تلاعب في العالم، وذلك باستخدام مجموعة (erector) (أي ما يشبه الميكانو في هذه الأيام)، وهذا الروبوت، الذي بني ليبدو وكأنه ممثل كوميدي، كان قادراً على التلاعب بثلاث كرات في وقت واحد – ولكنه كان يفلتها لتسقط على الأرض وترتد إليه ليمسك بها، بدلاً من رميها في الهواء والقبض عليها.

آلة نهاية المطاف (Ultimate Machine)

بنى (شانون) ما أسماه بآلة نهاية المطاف، وكان يضعها على مكتبه، وهي عبارة عن مربع بسيط يحتوي على مفتاح تبديل واحد عليه، وعند الضغط على هذا المفتاح، يفتح غطاء المربع ليكشف عن وجود يد ميكانيكية تخرج منه، لتقوم بالضغط مرة أخرى على مفتاح التبديل، ومن ثم تنسحب مرة أخرى إلى داخل العلبة.

الكمبيوتر الذي يمكن ارتداؤه لسرقة الملاهي الليلية

كان (شانون) مفتوناً بنظرية الألعاب، وكان معتاد على زيارة لاس فيغاس مع زوجته (بيتي)، وعالم الرياضيات (إد ثورب) الذي كان زميله من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وهناك اعتاد الثلاثة أن يلعبوا لعبة البلاك جاك، وذلك باستخدام نظرياتهم الرياضية لحساب وتوقع تسلسل البطاقات، وقد اخترع الرجلان جهاز كمبيوتر صغير يمكن إخفاؤه، لمساعدتهما في لعب لعبة الروليت، وهذا الكومبيوتر يعتبر أحد أقدم أجهزة الكمبيوتر التي يمكن ارتداؤها في العالم.

أخيراً، تجدر الإشارة إلأى أن (كلود شانون) توفي في عام 2001، إلّا أنه كان يعاني من مرض الزهايمر لعدة سنوات قبل وفاته، لذلك، فقد كان غافلاً عن الثورة الرقمية التي ساعد في خلقها.

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير