وسائط التخزين: أنواعها ومشاكلها
ذكرنا أننا ننقل الملفات على وسائط تخزينية (Media Storages) كوسيط من نقل الملفات من جزء من القرص الصلب إلى جزء آخر، وهو ليس إلا وسيطاً واحداً من أصل عدة وسائط أخرى يتم استخدامها، وهي بعدة أشكال كالتالي:1. الذاكرة الوميضية (Flash Memory): عرفت بهذا الاسم لأن الذاكرة غير متطايرة، بمعنى آخر هي ذاكرة قابلة للمسح والكتابة، بل وحفظها أيضاً وهي إحدى أنواع الذاكرة (EEPROM) تمسح وتبرمج، وتكلفتها أقل بكثير من الـ(EEPROM) ولذلك أصبحت التقنية المسيطرة في كل مكان من العالم يتطلب تخزين كميات كبيرة من الملفات التي تهمك بل ومن الممكن أن تخزن صوتيات من القرآن الكريم كاملاً ومرتين أيضا داخل هذه الذاكرة، وقد تم المصادقة عليها في عام 1994م وذلك من قبل مجموعة الصناعة PCMCIA وذلك على أساس نظام (FLT) الذي يسمح لجهاز التخزين الوميضي أن يبدو كما لو كان قرصا ذا نظام ملفات FAT، وقد تم اختراعها من قبل شركة توشيبا، و في عام 2005 قامت شركة توشيبا وشركة سان ديسك بتطوير شريحة ذاكرة وميضية تخزن 1 جيجابايت من البيانات باستخدام تقنية الخلايا متعددة المستويات، فيتم تخزين خانتين من المعطيات في الخلية الواحدة . وفي تشرين الثاني من العام نفسه أعلنت شركة “سامسونغ” أنها طورت أول شريحة بسعة 2 جيجابايت في العالم . في آذار عام 2006 أعلنت “سامسونغ” عن القرص الوميضي بسعة 4 جيجابايت والذي امتلك الحجم الصغير نفسه للقرص الصلب الموجود في الأجهزة المحمولة . ومن الذاكرات الوميضية التي تم إنتاجها في منتصف العام 2006 نذكر بطاقات الذاكرات ، و الذاكرات الوميضية ذات الموصل التسلسلي العالمي (USB ) ، وقد ندر استخدام السعات 256 ميجابايت والأجهزة ذات السعات الأقل من ذلك بل وأيضا ذات السعة 512 ميجابايت حيث أصبحت الذاكرة الوميضية ذات السعة 1 جيجابايت جهاز التخزين المعتاد للأشخاص الذين لا يستخدمون الذاكرات الوميضية بشكل كبير في حين أن الكثير من المستهلكين استخدم السعة 2 أو 4 جيجابايت والآن 8 جيجابايت، ومن الممكن أن تستخدم في المشغلات الصوتية الرقمية، كاميرات رقمية، وأجهزة الهواتف الخلوية.
2. وحدة التخزين الخارجية (External Hard Disk): وتم ابتكار هذه الفكرة ليكون عبارة عن قطعة تخزينية كبيرة ذات سعة أكبر، بحيث يوضع معك في حقيبتك أو في سيارتك، وإذا احتجت تخزين ملف معين فما عليك إلا وصله بجهاز الحاسوب، و ثم سيظهر رمزه من بين أجزاء القرص الصلب الخاص بالحاسوب، تماماً كما يحدث مع الذاكرة الوميضية. ويتكون هذا القرص الخارجي من القرص الصلب سواء الخاص بالحاسوب العادي أو الحاسوب المحمول، وتوضع هذه الأقراص بعلب بحسب حجم القرص الصلب، تحتوي على وصلة (USB) والتي تكلمنا عنها سابقاً، وتسمى (Enclosure) وبذلك يكون جاهزاً لتخزين أي ملفات.
3. القرص المضغوط (CD)، (DVD)، (Blue-Ray):
أ- القرص المضغوط (CD): هو قرص ضوئي يستخدم لتخزين البيانات، تمت صناعته في الأصل لتخزين الأصوات رقميا، والإصدارات التي تم إصدارها هي كالتالي: 20 دقيقة، 74 دقيقة، 80 دقيقة، و90 دقيقة، لكن الإصدارات الموجودة حاليا هي فقط التي زمنها 90 دقيقة لأنها تعد الأكبر حجماً، وتقدر بـ 700 ميجابايت والقرص المضغوط أنواع ثلاثة وهي: CD-Audio للتسجيلات الصوتية الرقمية، CD-ROM لتسجيل البيانات، CD-R للتسجيل ولكن لمرة واحدة فقط.
ب- القرص DVD: وهو اختصار لجملة (Digital Versatile Disc) وهو قرص ضوئي يستخدم لتخزين الملفات، وبإمكانه حفظ الأفلام ذات الجودة عالية الوضوح والصوت أيضاً وتشبه هذه الأسطوانات الأقراص المضغوطة من ناحية القياسات (12 سم)، ولكنها مشفرة بهيئة أخرى ذات كثافة أعلى بكثير، فبإمكان القرص استيعاب 8.5 جيجابايت من المعلومات مما يؤدي إلى استبدال تقنية القرص المدمج بتقنية القرص (DVD).
ج- القرص (Blue-Ray): وهو قرص يستعمل فيه تقنية الليزر الأزرق الذي يعتبر أدق من الليزر الأحمر المستعمل في الأقراص المضغوطة والـ(DVD)، فتمكنك من تخزين قدر أكبر من المعلومات في الوجه الواحد، حيث تقرر أن تدعمه بعض الأجهزة القادمة القوية مثل بلاي ستايشن 3، وعلى الوجه الواحد تستطيع تخزين أكثر من 25 جيجابايت أو ساعتين صوت وصورة، وذلك بتقنية HD-TV مشفرا على هيئة MPEG-2، وهي حاليّاً متوفرة في الأسواق أما أقراص “بلو راي” وهي أيضاً متوفرة في الأسواق فإنها تمكنك من تخزين 50 جيجابايت وهناك مشاريع لجعل حجم الأقراص 100 جيجابايت، وهي قيد الدراسة. ونجح فريق من العلماء من معهد التقنيات البصرية التابع للجامعة التقنية في العاصمة الألمانية برلين في تطوير تقنية جديدة أطلقوا عليها (Microholas) تتيح إمكانية تخزين 500 جيجابايت على أسطوانة واحدة من نوع (DVD أو Blue-Ray) وتعمل هذه التقنية باستخدام الاسطوانة بالكامل كوسيط تخزين عبر بناء 5 طبقات لـ(DVD).
التقنية الجديدة تم اختراعها من قبل شركة سوني اليابانية وقد استطاعت بتقنيتها التغلب على التقنية (HD DVD) والتي كانت من ابتكار شركة توشيبا اليابانية أيضاً بالرغم من أن ابتكار توشيبا كان قبل ابتكار سوني بأربعة أشهر فقط وبالرغم أيضا أنه انتشر بشكل ساحق على جميع أفلام هوليوود، وفي 18 شباط (فبراير) 2008م قررت شركة توشيبا إعادة النظر في صنع أقراصها الذي أدى بعد ذلك إلى إصدار قرار بتوقيف صناعتها، والاعتراف بقوة التقنية الجديدة من سوني، وكان ذلك كفيلا بوضع نهاية للتنافس بينها وبين سوني، وكانت شركة (Wal-Mart) وهي أكبر سلسلة متاجر في الولايات المتحدة الأمريكية قد قررت دعم نظام سوني أسوة بأكبر استوديوهات هوليوود. الجدير بالذكر هنا أن أكبر استوديوهات هوليوود وهي: كولومبيا وترايستار ملك لشركة سوني، فقد اشترتها في التسعينات بقيمة 7 مليارات دولار أمريكي.
4. الشريط المغناطيسي: هو الشريط الممغنط الخاص بنسخ البيانات والملفات، وهو يشبه إلى حد ما شرائط الكاسيت الموجودة في السوق حاليا ولهذا الشريط 3 فئات:
· الشريط الرقمي الممغنط (DLT) وهو اختصار لـ(Digital Linear Tape): ويعد من التقنيات الحديثة المتوفرة، ويمكن تخزين 70 جيجابايت من المعطيات على شريط واحد، ومعدل نقله للمعطيات هو 5 ميجابايت في الثانية.
· شريط ممغنط بقياس ربع بوصة (QIC) وهو اختصار لـ(Quarter-Inch Cartridge): وتقنية هذا الطراز قديمة جداً، وتتراوح سعة هذا الشريط بين 40 ميغابايت و 5 جيجابايت، ويعد من أكثر أنواع الأشرطة المستخدمة على الحواسب الشخصية، إلا أنه نادراً ما يستخدم للتخزين على خادمات الشبكات (Servers).
5. شريط كاسيت بقياس 8×8 ملم: يتسع الشريط الواحد لسعات تخزين تتراوح بين 1 جيجابايت و5 جيجابايت، ومن الممكن أن تكون السواقة الخاصة بالجهاز إما داخلية – وهي من ضمن الحاسوب- وإما خارجية حيث توصل عبر سلك بالحاسوب وما يميز السواقة الخارجية عن الداخلية أنه يمكن وصلها مع أكثر من حاسوب واحد ولكن بالطبع يصبح ثمنها مرتفعا.
6. القرص المرن: وهو قرص لتخزين البيانات والملفات، ويتألف من قطعة دائرية رفيعة مرنة، ومن هنا جاء الاسم من مادة مغناطيسية مغلفة ضمن حافظة بلاستيكية مربعة أو دائرية. كانت الأقراص شائعة الاستخدام في الثمانينات والتسعينات خاصة مع الحواسيب المنزلية في تلك السنوات مثل: أبل ماكنتوش 2، كومودور64، وأجهزة IBM المنزلية وذلك لتوزيع البرامج وتبادل البيانات والملفات وأخذ النسخ الاحتياطية قبل اختراع الأقراص الصلبة، فقد كانت الأقراص تستخدم أيضا لتخزين نظام التشغيل وبرامج الحاسوب المنزلي حتى نهاية التسعينات حيث بدأ وقتها انتشار الأقراص الليزرية، وأخذت بالتالي مكان الأقراص المرنة ولكن بشكل تدريجي، لكن في هذه الأيام من الممكن أن نقول إنّ الذاكرة الوميضية أصبحت بديلاً عن الأقراص المرنة لسهولة الكتابة والمسح فيها، والسرعة في نقل البيانات والملفات منها وإليها وبالتالي فإننا سنشاهد في المستقبل القريب فناء الأسطوانات المرنة من السوق.
والأقراص المرنة فئتان: الفئة الأولى هي 5.25 بوصة، وهي ذات مقاس كبير، لكنها ذات سعة صغيرة؛ حيث هناك سعة 160 أو 320 ك. بايت ذات كثافة المضاعفة نفسها وهي PC/XT وعدد المقاطع بالمسار الواحد 8 مقاطع، الثاني: نفس الكثافة المضاعفة لكن عدد المقاطع بالمسار الواحد مقاطع، وسعته 180 أو 360 ك. بايت أما الثالث فهو ذو كثافة عالية AT وعدد المقاطع فيه 15 مقطع وسعته 1.2 ميجابايت، أما الفئة الثانية وهي ذات مقاس 3.5 بوصة، وذات كثافة عالية AT وسعتها 1.44 ميجابايت.
تكلمنا في السابق عن النسخ على وسائط تخزينية عديدة منها الاسطوانات الليزرية، الذاكرة الوميضية، ووسائط عديدة أخرى، لكن بالرغم أننا قمنا بالنسخ على هذه الوسائط ووضعها بعيدا عن الحواسيب في أماكن خصص لها إلا أن الكثيرون غير آمنين من مخاطر السرقة وتلف النسخ، سواء أكانت م غير قصد أو بسبب الكوارث التي من الممكن أن تحدث كالحرائق مثلا وبالتالي سيؤدي ذلك إلى ضياع بيانات ومعلومات تم إعدادها وحفظها لسنين عديدة.
التخزين عبر الشبكة المحلية (LAN):
للشبكة المحلية فائدة في ذلك فهي ليست مقتصرة فقط على تبادل البريد فيما بين الأجهزة أو أيضا في ربط نظام ما بين تلك الأجهزة ليتم بسرعة تخزين البيانات في مكان واحد وهو الخادم (Server) بل من الممكن نقل الملفات فيما بينها وبما أنه في مرات عديدة تحتاج الشركة إلى تخزين ملفات قد تكون على هيئة ملفات مكتوبة أو ملفات على هيئة صور وذلك عند شركات التأمين حيث تقوم بتصوير السيارات المصابة أثناء حدوث حوادث أو حرائق، وبالتالي تستطيع أن تعمل على تخزين ملفات في مكان ما عند أي أجهزة لكن طبعا هذا يؤدي إلى تناثر الملفات يمينا ويسارا في تلك الأجهزة وبالتالي وجب إيجاد جهاز تخزيني يعرف بـ”شبكة مرفق التخزين Network Attached Storage” والمعروفة اختصارا بـ(NAS) حيث تكون المكان الوحيد المخصص لتخزين هذه الملفات وبالتالي يستطيع كل قسم أن يكون له جزء معين فيها وذلك بوجود مجلد خاص به أو أن هذا الوسيط قد تم تجزئته وبالتالي توضع فيه الملفات وطبعا يجب أن يكون حجم هذا الجهاز ضخم لكي يستوعب ملفات أقسام تلك الشركة.
التخزين على الإنترنت (Backup Online ):
التخزين على الإنترنت (Online Storage) وبالتالي النسخ الاحتياطي على الإنترنت (Online Backup) هو حل من حلول كثيرة أيضا، ويكون التخزين على الإنترنت وذلك إما باستئجارك جزء من وحدة التخزين الضخمة من إحدى الشركات إذا لم يكن عن طريق الخدمات التخزينية المجانية التي تقدمها مواقع عديدة لكن بحجم أقل أو عن طريق تزين بياناتك في موقعك الإلكتروني لأنه من المفترض في الأصل أن يكون لك موقعا إليكترونيا في خضم هذا العالم المربوط ببعضه البعض تقنيا وحوله إلى قرية صغيرة حيث أن لديه مساحة تخزينية نوعا ما كبيرة تستطيع تخزين بياناتك بها لكن من المهم معرفة المشاكل التي ستواجهك تحصل على عملية نقل بيانات فعّالة على ذلك المكان، من ناحية التكلفة وهو مهم لأناس كثيرون، بل والأهم من ذلك كله وهو ما يهم جميع الناس الأمان لهذه البيانات.
المشاكل الموجودة:
التخزين على الإنترنت إما أنه مكلف، بطيء، أو ليس آمنا وكما أسلفنا هي مشاكل يجب مواجهتها، فبالنسبة لمشكلة الكلفة قد حلت نوعا ما حيث وأنه بسبب زيادة عدد الشركات التي تعطي مساحات تخزينية كبيرة أدى إلى خفض أسعارها، بالنسبة للسرعة وطبعا أمر مهم في عملية توفير الوقت في النقل فإنه وبوجود خطوط الـADSL وأيضا الأقمار الصناعية حيث تستطيع أن تتصل بالإنترنت عبرها أصبحت أعلى وبالتالي أمر المشكلة أصبح ليس له أهمية كبيرة ولو أن تخزينك للبيانات التي سوف تحفظها يعتبر كنز بالنسبة للتكلفة، لكن الأهم من هذا كله وهو ما يهتم به الكثيرون أكثر هو الأمان لهذا البيانات كما أسلفنا فيجب عليك أن تجرب الحلول المجانية حيث يعوّدك بذلك على الاعتماد عليها وزيادة ثقتك بها ومن أمثلتها إذا كان لديك حساب على البريد الإليكتروني (جيمايل) التابع لجووجل حيث بإمكانك تحميل خاصية به تتيح لك مساحة تخزينية قدرها 6 جيجابايت وذلك عند تحميلك لامتدادات محرك البرنامج وهناك شركات أخرى توفر مساحات مجانية قدرها بين 2-3جيجابايت وإذا أردت الحصول على الحصول على مساحات كبيرة أو حتى أن تكون مساحة غير محدودة فيجب عليك دفع مقابل ذلك شهريا قد لا يتعدى في بعض الشركات الخمسة دولارات أمريكية في الشهر الواحد.
ومنذ السنة الماضية قامت شركة ميكروسوفت بالإعلان عن نفس الخدمة حيث أن الشركة طرحت خدمة جديدة تتيح للمستخدمين تخزين ملفاتهم مجاناً على الشبكة الدولية لتيسير الوصول إليها من أي حاسوب متصل بالإنترنت حيث تمنح الشركة العملاقة زبائنها المسجلين عبر أي من خدماتها كالبريد الإلكتروني مثلا سعة تخزينية على الشبكة العنكبوتية 5 جيجابايت ليقوموا بالحفظ عليها نسخاً احتياطية من الملفات الموجودة على حواسيبهم، وبالتالي يسهل استرجاعها وتحريرها وإعادة حفظها بيسر من أي حاسوب متصل بالإنترنت، ومن المتوقع أن تتيح مايكروسوفت إمكانية زيادة هذه السعة التخزينية لمن يريد مقابل اشتراك شهري أو سنوي، وهذه الخدمة قد تم طرحها فعليا مع إصدار ويندوز فيستا (Vista) خلال الربع الأول من العام.الماضي