تبعاً لدراسة جديدة، فإن النساء اللواتي يمتلكن خبرة في إجراء التفاوض الناجح، يعتبرن مفاوضات أفضل من الرجال، حتى بالنسبة للواتي يقيمن أنفسهن على أنهن لسن بتلك الكفاءة المبهرة.
بدأت الدراسة عندما كانت (سامانثا ميلر) وهي طالبة في جامعة فلوريدا تستمع إلى محاضرة عن العبارات المجازية التي تُستخدم أثناء التفاوض، وأشار المحاضر حينها أن المرأة –بشكل عام- سيئة في استخدام هذه العبارات، ولكن هذا الادعاء التقليدي كان يتعارض مع تجربتها الشخصية.
لذلك قامت (ميلر) بمشاركة الأستاذ (يلوليس دوغلاس)، بتكرار دراسة كان قد تم إجراؤها في عام 2008 تشير إلى أن النساء غالباً ما يتفادين مواقف التفاوض أو محاولات طلب زيادة الراتب، وقد بينت نتائج الدراسة الجديدة، والتي نشرت في المجلة الدولية لإدارة الأعمال، أن الافتراض الذي يقول بأن الرجال هم المفاوضون الأفضل بطبيعتهم هو افتراض خاطئ، وبحسب (دوغلاس) فإن النتائج التي توصلوا إليها كانت تعاكس تقريباً ما توصلت إليه الدراسات السابقة.
خلص الباحثون إلى أن النساء اللواتي يتجنبن التفاوض أو يعتبر أنفسهن بأنهن مفاوضات سيئات، هن على الأرجح يفتقرن للخبرة ليس إلّا، والأمر ليس له علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالجينات.
لإجراء الدراسة قام الباحثون بالطلب من 25 طالب من قسم إدارة الأعمال بأن يقوموا بإكمال استطلاع، وبعد ذلك سألوهم عن المقدار الذي يرغبونه من المال لقاء مشاركتهم في الدراسة، وبعد مراجعة البيانات تبين بأن النساء بشكل عام طالبن بمبلغ أكبر بمرتين من الذي طالب به الرجال، وإلى جانب ذلك فقد أشار الباحثون إلى أن جميع النساء اللواتي شاركن في البحث طالبن بالحصول على مكافئة، وأنه من بين أعلى ثلاثة أجور تم طلبها كان هناك طلبين قادمين من قبل نساء.
أشار (دوغلاس) بأن النساء اللواتي كن يفاوضن حول الأجر بطريقة أفضل من غيرهن كن غالباً يتذكرن خلال ذلك الحالات التي سبق لهن فيها المفاوضة حول الحصول على وظيفة ذات راتب مرتفع أو مشاركة بمفاوضة مالية مغرية.
يعتبر الرجال في المفهوم العام أكثر قدرة على خوض مفاوضات ناجحة بشأن الراتب، لأن رواتبهم بالعادة أعلى من رواتب النساء، وهذا يمكن أن يفسر السبب الذي جعل الرجال يظهرون في الدراسات السابقة بأنهم أكثر مهارة من النساء في مجال التفاوض، لذلك يأمل (دوغلاس) أن يتوقف الأشخاص عن التفريق بين البشر بحسب جنسهم وأن يعلموا جميعاً بأن الظروف والخبرات هي من يتحكم بالفرد وليس جنسه.
أخيراً تشير (ميلر) إلى أنها تريد تكرار هذه الدراسة مع عدد أكبر من الأشخاص، وتأمل بأن تستطيع نتائج دراستها الأولية تقديم فهم جديد حول قدرة الجنسين على التفاوض.