التصنيفات: علم الحشرات

النحل يرى الأزهار بشكل مختلف عن الإنسان

ما هو لون الزهرة التي تراها في الصورة؟ لا، إنها ليست صفراء، على الأقل بالنسبة للنحل الذي يطوف فوقها، إذ بينما تراها أنت صفراء فاقعة، يراها النحل الذي يطوف فوقها داكنة اللون أو تدرجات اللون الرمادي والأسود، إذ أن النحل ليس مثلنا، فهو قادر على رؤية الزهرة بالأشعة المرئية والأشعة فوق البنفسجية أيضاً.

في هذه الصورة، تبدو الزهرة كما يراها الإنسان، لونها أصفر موحد، أما على الجانب الآخر فهي صورة نفس الزهرة ولكن بعين النحلة، تدرجات من اللون الداكن كما تبديها الأشعة فوق البنفسجية، الأمر المثير للاهتمام أن العلماء وجدوا أن هذه التدرجات لها معنى وقيمة، فهي تحمي حبوب لقاح الزهرة من أن تدمرها أشعة الشمس فوق البنفسجية.

الشئ الذي اكتشفه العلماء بناء على الطريقة التي يرى بها النحل الزهور، أن المناطق الداكنة في الزهرة تصبح أكبر في الزهور التي تقترب من خط الاستواء، وكانت هذه مفاجأة !

فلطالما اعتقد العلماء أن الاكتشاف الذي اكتشفه عالم الحيوان الأمريكي كونستانتين فيلهلم لامبرت لا ينطبق على النباتات، فقد قال إن الحيوانات ذات الدماء الحارة تصبح داكنة اللون أكثر كلما اقتربنا من خط الاستواء، ولم يفكر أحد بالنباتات زاهية الألوان، لكن هذا الكشف الجديد أثبت لنا أن النظرية تنطبق على النباتات أيضاً.

ما علمه الباحثون أن هذه المناطق الداكنة تعمل كدرع للزهور، يزيد كلما زادت الشمس والأشعة فوق البنفسجية القادمة منها ليزيد امتصاصه لها وحماية النبات منها، فالنباتات القريبة من خط الاستواء يقع عليها أشعة شمس أكثر، لذلك فهي تزيد في زهور منطقة الاستواء عن القطبين مثلاً.

وبالتالي استنتج العلماء شيئاً، عندما تزداد الأشعة فوق البنفسجية بسبب ثقب الأوزون، سوف يزيد هذا المناطق الداكنة في الزهور الجميلة، وبالتالي سوف يزداد عمرها، لكن للأسف، لن يستطيع أن يحمي حبوب لقاحها ورحيقها، إذ أن الأشعة البنفسجية مدمرة للحمض النووي DNA، هذا يعني ان عمرها سيزيد، لكن حبوب لقاحها ورحيقها سوف تتدمر من الناحية الأخرى.

الربيع قادم، لكن التناغم بين النحل وبين الزهور أصبح مهدداً بسبب الأشعة فوق البنفسجية.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير