أظهرت دراسة جديدة بأن فترات الإجهاد، حتى الوجيزة منها، يمكن أن تقلص جزءاً من دماغك الذي يؤثر على ذاكرتك. فما نصيحة العلماء للـ To do list الخاصة بك؟
وفقاً لدراسة صدرت مؤخراً عن المركز القومي للعلوم البيولوجية، فإن هذا التقلص يحدث قبل أن تظهر أية علامات واضحة على فقدان الذاكرة أو تغيرات السلوك.
واليوم، وفي أعقاب أسبوع التوعية بالأمراض العقلية، كيف يمكن للأشخاص حماية أنفسهم ضد الإجهاد وغيره من المشاعر السلبية؟
بدلاً من تعلم كيفية حل المشاكل الخاصة من خلال العمل بجد أكبر، وإيجاد العلاقة المثالية، أو تغيير طريقة التفكير، تُعلّم المدربة (أليجرا شتاين) زبائنها بأن يتعرفوا على أفكارهم وإدراك أن هذه الأفكار تؤثر على المشاعر.
بحسب (شتاين) فإن الأمر لا يتعلق بتغيير التفكير، فالقول بأن عليك تغيير طريقة تفكيرك يشبه القول بأن هناك شيء خاطئ في طريقة تفكيرك، لذلك ما عليك فعله هو:
1) الاعتراف بمشاعرك والسبب الذي يجعلك تشعر بهذه الطريقة المعينة
إذا لاحظت بأنك تقود بسرعة 80 ميلاً في الساعة في منطقة لا يجب أن تتجاوز السرعة فيها 50 ميلاً، فإن أول شيء عليك القيام به هو رقع قدمك عن الدواسة، وتحويل اهتمامك للشعور الذي تحس به حالياً، سواء أكان ذلك الغضب أو القلق أو الإجهاد، وقد تلاحظ عندها أن كومة الأوراق المكدسة على مكتبك، واقتراب موعد التسليم النهائي أو التعليق القاسي الذي قاله لك رئيسك في العمل ليس هو السبب في إجهادك، بل أفكارك السلبية.
تضيف (شتاين) بأنه إذا كان لديك موعد تسليم نهائي ومشروع عليك تقديمه لـ10 أشخاص مختلفين، فلن يكون بإمكانك تغيير الموعد المحدد، ولكن إعلم بأن أفكارك السلبية سوف “ترتد عليك”.
2) التوقف عن تدريب الدماغ على التفكير بأفكار إيجابية
لقد حان الوقت لرمي قوائم الواجبات إلى سلة المهملات، فهي تجعل عقلك يعج بالكثير من الأفكار المتضاربة، في حين أن الحالة الطبيعية هي حالة الهدوء التي يجب أن ينعم بها ذهنك، وهذه الحالة الافتراضية لا تنطوي على التفكير بأفكار سلبية أو إيجابية، أو إصدار الأحكام، وقوائم الأهداف.
تشير (شتاين) بأننا لسنا بحاجة للأفكار الإيجابية للشعور بشكل أفضل، فقط لنسمح لأفكارنا بأن تهدأ.
3) لا ترهق نفسك في البحث عن اللحظة الإبداعية
يمكن مقارنة الأفكار بالكرة الثلجية، فكلما حاولت التفكير أكثر، كلما تناثرت تلك الندف الصغيرة من الثلج في الماء وبدأت تحوم في كل مكان من الكرة، لذلك حاول التخلص من كل تلك الأصوات التي تثرثر حول المستقبل والماضي وتصدر الأحكام حول كل شيء، وكل شخص من حولك، فهذا سيسمح لنوعية مختلفة من الأفكار بالوصول إلى عقلك.
ليس عليك السعي في التفكير لاستقطاب الأفكار المبدعة، فقط إهدأ واسمح لها بأن تأتي إليك، حيث يمكنك إنجاز الشيء نفسه من خلال طرق مختلفة، وإذا كنت تجد صعوبة في التخلي عن تلك الأفكار، خذ خمس دقائق واذهب في نزهة على الأقدام، فالحركة الفيزيائية تزيح الأفكار المتزاحمة من رأسك.
4) لا تحاول التلاعب بأصدقائك وشركائك
كلما تقربنا أكثر من شخص ما، اعتقدنا أكثر بأنه يجب علينا نقل أفكارنا إليه، وإذا لم يحدث ذلك، نفترض بأن هنالك خطأ ما مع بعلاقتنا بهم، لكن الحقيقة أن كل شخص لديه تفكيره الخاص، ولا يوجد طريقة صحيحة للتفكير، ألم تفكر يوماً بأن طريقة تفكيرك قد تكون خاطئة؟
لذلك، بدلاً من الجدل أو محاولة تغيير طريقة تفكير الآخر، حاول الاستماع إليهم.
5) توقف عن التفكير وكأنك الضحية
التفكير بعقلية الضحية، هو عندما تعتقد بأن شخص آخر أو شيء آخر هو المسؤول عن شعورك، ولكن ما يجب عليك القيام به هو الاعتراف ببساطة بأنك تفسر تصرفات الآخرين وتصدر الأحكام عليهم وقد لا تكون على حق، فالأشخاص عامة يجدون أنه من الأسهل أن يتحدثوا عن رئيسهم في العمل أو عن شريك حياتهم، ويلقون اللوم عليه ولكن ليس على أنفسهم.
6) اتخذ الخطوة الأولى نحو هدفك
قد تمنعنا الأفكار من تحقيق الأهداف، فقد تفكر بأنك لن تفعل شيئاً ما لأنه قد لا ينجح، أو بأنك لن تقدم على التعرف على شخص ما لأنه قد لا يحبك، ولكن في الحقيقة أفكارك هي من يمنعك من النجاح، ويمكن أن تمنعك من اتخاذ هذه الخطوة الصغيرة التي يمكن أن تكون ببساطة مكالمة هاتفية أو حجز تذكرة طيران، قد توصلك في النهاية إلى ما تطمح إليه.
7) لا تقلق حول المستقبل
هناك الكثير من الأشخاص الذين يعتقدون بأنه باستطاعتهم السيطرة على المستقبل من خلال التفكير بالطريقة التي سيسيرون بها نحوه، لكن الأفكار تتغير، فلماذا تضيع وقتك وطاقتك على شيء قد لا يحدث؟ فقط اعترف بأن ما سيحصل سيحصل، فمن المؤكد بأن هذا أفضل من التفكير بأنه بإمكانك التحكم بما سيحصل.