التصنيفات: علم النفس

الخوف من العناكب متأصل في الحمض النووي للبشر

تبعاً لدراسة جديدة فإن الخوف من العناكب يمكن أن يكون متأصلاً في جيناتنا وليس أمراً نكتسبه لاحقاً، حيث تشير الأبحاث إلى أن الرهاب من العناكب يمكن أن يكون مزروعاً في الحمض النووي لدينا نتيجة لغريزة البقاء التي وضعها فينا أجدادنا منذ ملايين السنين في أفريقيا.

تشير البحوث إلى أن العناكب كانت في فترة من الفترات تشكل تهديداً قوياً لبقاء البشر الأوائل، وهذا التهديد جعل من تطوير القدرة على اكتشافها أمراً ضرورياً، وفقاً للعلماء فإن هذا قد يفسر السبب الذي يجعل الكثير من الأشخاص اليوم يعانون من مثل هذا الخوف المتأصل والغير العقلاني من العناكب المنزلية الغير مؤذية.

قامت الدراسة التي أجريت في جامعة كولومبيا في نيويورك باختبار مدى السرعة التي يمكن من خلالها للأشخاص تحديد العناكب أثناء تعاملهم مع مجموعة من المحفزات الأخرى، حيث تم الطلب من أكثر من 250 شخص بأن يقوموا بالتركيز على شاشات كمبيوتر تحتوي على أشكال وبيانات مجردة، ومن ثم تم إدخال مجموعة من الصور المعروفة بأنها تبعث على الخوف أو الاشمئزاز لاختبار سرعة رد الفعل لدى هؤلاء الأشخاص.

وجدت الدراسة أن جميع الأشخاص تقريباً كانوا قادرين على انتقاء أشكال العناكب من بين هذه الأشكال والبيانات المجردة بسرعة لافتة للانتباه، ولتفسير ذلك تشير إحدى النظريات إلى أن بعض من أخطر أنواع العناكب مثل الأرملة السوداء، كانت صغيرة الحجم وصعبة الاكتشاف، لذلك أصبح التنبه إلى الخطر جزء من غريزة البقاء على قيد الحياة بالنسبة للإنسان في وقت مبكر من حياته، حيث كان هناك عدد من أنواع العناكب التي تمتلك سموماً قوية تملئ أفريقيا قبل ظهور الإنسان بفترة طويلة، وقد استمرت بالتواجد في تلك المناطق لعشرات ملايين السنين.

لطالما كان البشر معرضون بشكل دائم لخطر كبير لا يمكن التنبؤ به من قبل العناكب السامة للغاية في بيئات أجدادهم، فحتى لدغات العناكب الغير قاتلة يمكن أن تترك الشخص في ذلك الوقت وهو عاجز عن الحركة لأيام أو حتى لأسابيع، وهذا يزيد من خطر تعرضه للمخاطر بشكل كبير، ولهذا كان تطوير إمكانية الكشف عن العناكب لدى البشر – أي تطوير الحساسية واليقظة والموثوقية وسرعة الكشف عن العناكب- من الميزات الانتقائية المهمة للغاية في ذلك الزمن.

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير