التصنيفات: فضاء

إلى من في الفضاء, هذهِ هيَ رسالتنا!

خُلقَ الإنسان بشغف وطمع ليكتشف كل ما هوَ مجهول , دائما ما يمتلك توق في نفسه ليحصل على الحقيقة .. مع تقدم العلم وتطور الأدوات بشكل كبير , أحدثَ قفزة هائلة في جميع المجالات العلمية , ولا سيما علم الفضاء ..

بالتحديد في بداية الأربعينيات من القرن الماضي , بدأ العقل البشري بالتحرر ليحاول أن يلامس الحقيقة لطالما كانَ يشاهدها في كلِ مساء , وهوَ ممتداً على قمة تل, يشاهد السماء مغمورة بالنجوم متفواته الألوان والإشعاع ..

يرفع يديه إلى السماء عَابثا يحاولُ أن يلمسَ القمر , طالما عَلِمَ بأنه هوَ الجُرم السماوي الأقرب لنا , كانت أمنية للكائن البشري أن يخترق طبقة الأوزون العُليا ويتحرر من الجاذبية الأرضية ..
وذلكَ تحقق فعلا عندما قامَ الرائد الفضائي يوري جاجرين (Yuri Gagarin) في عام 1961 بمجازفة نحوَ الفضاء المجهول ليكون أول شخص على الإطلاق يصعد إلى العالم الخارجي!

كانت مغامرة الرائد الروسي بداية انطلاق الإنسان لوصول أحلامه , فمنذُ ذلكَ العام لم تخلو سنة إلا وبها ثمانُ رحلات على أقل تقدير! هذهِ القفزة الهائلة في علم الفلك كشفت للإنسان حقائق وخلقت لهُ أسئلة عديدة وصنعت له طموح أعظم وأكبر ..

رحلة إلى القمر! هل فكرَ أحدُنا يوما ما كيفَ يبدو سطح القمر؟! ماذا تحتويه تُربة القمر؟ هل هيَ حقا تُربة؟ أم يغطيه غشاء سائل كثيف؟! هل ستقوى أجسامنا على التأقلم مع الجاذبية الشحيحة في كتلة القمرة التي تقدر بـ 1.6 م/ث2 ؟!
للإجابة على تلكَ الأسئلة , قامَ الرائد الفضائي الأمريكي نيل أرمسترونج (Neil Armstrong) بكتابة اسمه في كُتب التاريخ ليكون أول مخلوق بشري تطأ قدمه جارَنا القمر! ..

مع مرور الوقت , مع ازدهار عصر التكنلوجيا والسرعة , لم يرقد للإنسان أي طموح ساكنة , هاجت وماجت وارتقت تلكَ الطموح لكي تصل إلى مرحلة اللامحدودية!
هل خطرَ يوما ما في عقلك , إن كانَ هناكَ مخلوقات فضائية؟ مخلوقات تمكث في كواكب أخرى .. بغض النظر عن أشكالهم ولغتهم وتركيبت الـ DNA في أجسامهم!
هل بدرَ يوماً لك, إن كانَ هناكَ من يبحث عننا ونحنُ هنا على كوكب الأرض! إن كانَ يمتلك الطموح نفسه والشغف نفسه في محاولة كشف الحقيقة ..

كمبادرة من سكان الأرض , كانت فكرة مجنونة أن تطرق بابَ السماء وتنتظر الرد! لكن حُب خوض المجهول والرغبة الملحة جعلت الإنسان يحاول الوصول إلى كائنات ذكية في الفضاء الشاسع ..
كانت الفكرة المجنونة عبارة عن إلقاء رسالة تسبح في الفضاء إلى ما شاء الله إلى أن يلتقطها أحد الكائنات ويقرأ محتواها ويتم الإتصال حينها! أشبه بتلكَ الرسائل التي كانت تُضع في زجاجات فراغة, وتُلقى في عرضِ البحار والمحيطات على أمل أن يلتقطها أحدُهم ..

كانَ صاحبُ الفكرة كارل ساجن (Carl Sagan) عالم الفضاء الأمريكي من وكالة NASA , وكانت الرسالة بحجم 15*23 على شكل سَبيكة من الذهب والنحاس وذلكَ أنَ معدل تحلل هذين المعدنين ضعيف جدا في الفضاء الخارجي! كما يعتقد العلماء بأنَ هذه الرسالة ستبقى إلى ملايين السنين دونَ أن أي يطرأ عليها أي تغيير!
اطلقت هذهِ الرسالة في الفضاء الفسيح عام 1974 , تسبح في العالم الخارجي دون أي قيود , إلى أن يجدها أحد ما وتصله أخبارنا نحنُ سكانُ الأرض! ..

لكن يا تُرى , ماذا تحمل هذهِ الرسالة؟ وكيفَ سيكون التواصل بيننا وبينَ الفضائيين أو بينَ الكائنات الذكية الأخرى؟ هل يتحدثون العربية؟ أم الانجليزية؟ أم لديهم لغتهم الخاصة للتواصل!
اختيار لغة موحدة بيننا وبينهم لتسهيل عملية التواصل أمر مطلوب , واللغة الوحيدة المشتركة بيننا هيَ اللغة العلمية!

لنرى إذا ما هوَ محتوى الرسالة ,

في الصورة المرفقة نموذج للرسالة , تحتوي الرسالة على سبعة أجزاء -من الأعلى إلى الأسفل- :
1- الأرقام من الواحد إلى العشرة
2- الرقم الذري للعناصر [ الهيدروجين , كاربون , نيتروجين , الأوكسجين , الفسفور ] التي تشكل حمض deoxyribonucleic , وهوَ الحمض النووي DNA! وهوَ المادة الأساسية في تحديد الصفات الوراثية لدى المخلوق الحية!
*بالإضافة إلى أنَ عنصر الهيدروجين هوَ أكثر العناصر شيوعا في الكون! ..
3- صيغة الحمض النووي DNA
4- عدد النيوكليوتيدات في الحمض النووي DNA , وصورته بالشكل الحلزوني المزدوج
5- شكل مخلوق الإنسان , بالإضافة على يمين الصورة معدل الطول , وعن يساره عدد سكان الأرض!
6- صورة المجموعة الشمسية بكواكبها وشمسها, بالإضافة إلى الكوكب الذي صدرت منه الرسالة وهوَ كوكب الأرض
7- صورة تلسكوب Arecibo radio وهوَ الأضخم من نوعه بالإضافة إلى أبعاده!

وُضعت كل تلكَ المعلومات بعناية شديدة جدا , علّ وعسى أن يستيقظ أهلُ الأرض يوما , فيجدوا ذلكَ الباب الذي دُق , قد فُتحَ لهم اليوم! ..
ذلكَ هوَ الطموح الذي تعجز السماء عن رده , إنهُ هوَ الإنسان!

لمزيد من المعلومات , بإمكانك البحث عن تلكَ الرسالة بالإستعانة بعَم جوجل , Arecibo message ..

شارك
نشر المقال:
Yaman Sharif