أضخم 10 مصادر للطاقة الحرارية الأرضية في العالم

قد يبدو مصطلح “الطاقة الحرارية الأرضية” غريباً علينا، فنحن نعرف الطاقة الشمسية والرياح والطاقة الكهرومائية، لكنها المرة الأولى التي  يسمع فيها الكثيرون منا بهذا النوع، والحقيقة أنه يعد من المصادر الحيوية للغاية، وهو أهم مما قد نتخيل.

الطاقة الحرارية الأرضية تعتمد على الطاقة المسحوبة من الأرض، عادة في الأماكن البركانية أو ذات التوتر الجيولوجي مثل  حلقة النار في المحيط الهادي أو على مقربة من خطوط الصدع، وبعض مصانع الطاقة الحرارية الأرضية مستمرة في العمل منذ اكثر من قرن كامل من الزمان، بل إنك لن تصدق حين تعرف أن هذا النوع غير المشهور من الطاقة أكثر موثوقية  من الطاقة الشمسية والرياح، إذ إن هذه الطاقة ليست مثلهما، متقطعة ومتوقفة على الجو، وإنما متوافرة دائماً للإمداد بالطاقة والقوة، وقد توقعت جمعية الطاقة الحرارية الأرضية أن السوق العالمي للطاقة الحرارية الأرضية سوف يضيف 600 جيجا وات أو أكثر سنوياً خلال السنين الثلاثة أو الأربعة القادمة، فوق الـ600 ميجا وات من السعة الجديدة التي أضيفت في عام 2014.

ويجري الآن تطوير أكثر من 700 مصنع للطاقة الحرارية الأرضية في 76 دولة حول العالم، ويتوقع أن تكون أفريقيا وأمريكا الوسطى ودول المحيط الهادي الآسيوية أعلى المناطق نمواً في هذا النوع من الطاقة، فبالنسبة لدولة مثل تركيا، فإن لديها برنامجاً مخصصاً للطاقة الحرارية الأرضية، وقد خصصت لدعم مراحله الأولى ميزانية 125 مليون دولار بالتعاون مع البنك الأوروبي لإعادة التعمير والتطوير، كما إن خطة البحث التركية عن مصادر متجددة جديدة تدعم هذا المشروع أيضاً، وفي نفس الوقت، فإن جزيرة الكاريبي جرينادا قد دخلت في شراكة مع نيوزيلندا لتطوير موارد الطاقة الأرضية الحرارية الخاصة بها، وقد قامت الجزيرة بعمل تقييم أولي للخطة في فبراير هذا العام.

إليك في هذا الموضوع أضخم 10 مصادر للطاقة الحرارية الأرضية في العالم:

1-كينيا

كانت كينيا هي أول دولة في أفريقيا تستغل موارد الطاقة الحرارية الأرضية، وقد أتى ذلك المسعى بثماره خاصة في الوادي المتصدع الكبير في كينيا، وقد بنت شركة توليد الكهرباء الكينية مصانع للطاقة الحرارية الأرضية في أولكاريا، كما تم تشغيل مصنع تجريبي قدرته 2.5 ميجا واط في إبورو، بالإضافة إلى محطتين صغيرتين بنتهما شركة أوسيريان للتطوير كي تمد مزارع الورد الخاصة بها بالطاقة.

وقد كشفت الأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية الكينية أن 381.6 ميجاوات من الطاقة الحرارية الأرضية تم توليدها في ديسمبر 2014، كما إن شركة توليد الكهرباء الكينية “كينجين” قد وجدت أن الطاقة الحرارية الأرضية تمثل الآن 51% من مصادر الطاقة، مزيحة الطاقة الكهرومائية كأكبر مصدر طاقة في البلاد سابقاً، ويحتل مركز الصدارة في هذا النوع من الطاقة الآبار الموجودة في منطقة أولكاريا بقدرة 33 ميجاوات.

وقد قال مايك لونج نائب الرئيس التنفيذي في شركة جالينا الاستشارية الأمريكية، أن كينيا يحتمل أن تشهد معدل نمو في الطاقة الحرارية الأرضية بمقدار 200 ميجاوات سنوياً في الخمس سنين القادمة، كما يرجح أن إثيوبيا وتنزانيا ورواندا وأوغندا سوف تسير حذوها بما إن حكومات هذه الدول مستمرة في القيام بعمليات مشابهة في الطاقة الحرارية الأرضية، كينيا نفسها تلقت المساعدة من وكالة التعاون الدولي اليابانية والتي وافقت على مساعدة الحكومة الكينية لتسريع التنمية.

2-السلفادور

الطاقة الحرارية الأرضية في السلفادور تمد البلاد بما يصل إلى 25 بالمئة من احتياجها من الكهرباء، مما يجعلها من أكبر الدول المنتجة للطاقة الحرارية الأرضية في العالم، ويعد حقل أهواتشابان هو المصدر الرئيسي لهذه الطاقة في البلاد، حيث تجري فيه عمليات استخراجها بشكل مستمر منذ العام 1975، وقد بدأ مصنع برلين السلفادور الإنتاج التجاري في عام 1992، ولديه حالياً قدرة تصل إلى 109 ميجاوات، وهو يستخدم الماء المفصول عن البخار الحراري الأرضي لإنتاج الكهرباء، وتتوقع التقديرات الحالية أن هذين الموقعين لديهما طاقة كافية لإنتاج يمتد إلى 25 إلى 30 سنة.

3-اليابان

تمتلك اليابان مواقع كثيرة مناسبة لاستخراج الطاقة الحرارية الأرضية بحكم مكانها الموجود بقرب قوس إيزو بونين ماريانا، ففي 2007، قدرت طاقة المصانع العاملة الموجودة لدى اليابان بـ535.2 ميجاوات، أي إنها تمثل 5% من إجمالي الرقم العالمي، وقد أطلقت وزارة البيئة اليابانية في هذه السنة أيضاً تقريراً وجدت فيه أن اليابان تتجه للطاقة الحرارية الأرضية كمصدر للطاقة بعد كارثة فوكوشيما، ما جعلها تركز على تطوير الطاقة المتجددة لكي تقلل اعتمادها على الوقود الحفري والنووي.

ويتوقع أن تضيف الطاقة الحرارية الأرضية سعة إضافية إلى الطاقة في اليابان تقدر بـ380 إلى 850 ميجاوات بحلول العام 2030، ويقع 80 بالمئة من هذه النسبة في الحدائق العامة أو الينابيع الساخنة، كما إن وزارة البيئة قد خففت القوانين التي تضيق على الاستكشاف، وسمحت بإجراء مسح على بعض هذه المواقع، بالإضافة إلى التطوير الضيق أو الموسع للمواقع الأخرى، وقد زادت الحكومة تمويلها للحفر الاستكشافي من 15 مليون دولار إلى 90 مليون دولار.

4-أيسلندا

تقع آيسلندا على تصدع في الصفائح القارية، كما يوجد عدد كثيف من البراكين في المنطقة، وهذا يعني أن البلاد تتميز بطاقتها الحرارية الأرضية عن البلاد الأخرى، وإنها تستطيع الاعتماد عليها للحصول على الكهرباء والحرارة، ويوجد لدى أيسلندا خمسة مصانع كبيرة للطاقة الحرارية الأرضية، تساهم بما يصل إلى 26.2 بالمئة من إمداد الطاقة الوطني، وتعتمد 87% من المباني هناك على هذه الطاقة في الحصول على التدفئة والمياه الساخنة، أما الكهرباء فيعتمد 73% منها على الطاقة المائية.

5-نيوزيلندا

توفر الطاقة الحرارية الأرضية في نيوزيلندا 13 بالمئة من الإمداد الكهربي في البلاد، أي ما يساوي 854 ميجاوات، ويوجد أماكن كثيرة في البلاد يمكن تطويرها للحصول على الطاقة الحرارية الأرضية والاعتماد عليها كمصدر للطاقة في ظل ارتفاع أسعار الوقود، وتقع معظم أماكن الطاقة الحرارية الأرضية في المنطقة البركانية تاوبو، بمقدرة تصل إلى 25 ميجاوات في نجاوا.

6-إيطاليا

7 بالمئة من الطاقة المتجددة الكلية في إيطاليا تستمد حالياً من الطاقة الحرارية الأرضية، أي إنها تمثل 1.6 إلى 1.8 بالمئة من الكهرباء الكلية التي يتم توليدها في البلاد، ويوجد في إيطاليا 33 مصنعاً نشطاً، توفر 772 ميجاوات من الطاقة، تقع جميعها في منطقة توسكاني مع محافظة بيزا، لتساهم في أكثر من نصف الإنتاج الوطني، وقد افتتح مصنع جديد في مايو 2012 بمدينة راديكوندولي في سيينا، ويستطيع هذا المصنع أن ينتج 17 ميجاوات من الطاقة، كما إنه سيغدو قادراً على إنتاج ما يقرب من 150 جيجاوات للساعة سنوياً.

7-المكسيك

تحتل المكسيك حالياً المركز الثالث في إنتاج الطاقة الحرارية الأرضية، كما إن لديها بعضاً من أضخم المصانع الحرارية الأرضية في العالم بما في ذلك مصنع سيرو برييتو، ويقع هذا المصنع في ولاية باجا في كاليفورنيا شمال غرب المكسيك، على جانب البركان الذي يرتفع 260 متراً فوق سطح البحر، مع إن الموقع نفسه يرتفع عن سطح البحر 6 أو 7 أمتار فقط في وادي مكسيكالي، ومع إن استغلال موارد الطاقة الحرارية الأرضية في المكسيك يبدو بطيئاً حتى الآن، بسبب كثافة الشركات الرأسمالية غالباً، إلا إن هذا يبدو إنه سوف يتغير في ظل خطط إصلاح قطاع الطاقة التي وضعها الرئيس إنريك بينا نيتو، والتي تتضمن توفير فرص الاستثمار الخاص.

8-إندونيسيا

تستفيد إندونيسا من وجود كمية كبيرة من الجيولوجيا البركانية، موفرة للبلاد ما يقرب من 40 بالمئة من إمكانيات الطاقة الحرارية الأرضية، أي ما يقدر بـ28 ألف ميجاوات، لكن معظم إمكانياتها غير مستغلة، ويرجع هذا بشكل جزئي إلى وقوع 80 بالمئة في مناطق الغابات المحمية، وأيضاً بسبب ضعف البنية التحتية هناك والبيروقراطية المفرطة، وقد قدرت الطاقة المنتجة في 2011 بـ1200 ميجاوات، تتعاون في إنتاجها ست مصانع في جاوة وشمال سومطرة وسولاويسي الشمالية، لكن البلاد تطمح بإنتاج 9000 ميجاوات من الطاقة الحرارية الأرضية بحلول العام 2025، وقد قال تقرير صادر عن بنك التنمية الآسيوي والبنك الدولي إنه سيتعين على إندونيسيا أن تسن إصلاحات جوهرية في سياساتها للطاقة قبل أن تحقق التوسع في هذا القطاع.

9-الفلبين

وضعت جمعية الطاقة الحرارية الأرضية الفلبين في المركز الثاني بعد الولايات المتحدة، بإنتاج طاقة يصل إلى 1904 ميجاواط، مع احتلال المكسيك للمركز الثالث، وتوفر الطاقة الحرارية الأرضية 17 بالمئة من إمداد الكهرباء الوطني وفقاً لما يقوله معهد الموارد الخضراء والبيئة.

تنتج الطاقة الحرارية الأرضية من ست مواقع في جزر لوزون، وليتي، ونيجروس ومينداناو، وقد أتاحت القوانين الجديدة حوافز لاستغلال الطاقة الحرارية الأرضية، مما أدى إلى منح 43 عقداً للشركات كي تعمل على الطاقة الحرارية الأرضية، بما إن الحكومة تسعى لزيادة إنتاجها بنسبة 75 بالمئة.

أحد هذه الشركات هي شركة تنمية الطاقة، والتي انتهت مؤخراً من عقود اتفاقيات مع شركة هيونداي للهندسة في كوريا الجنوبية، وشركة جالينج الفلبينية للطاقة، للبدء في مشروع تبلغ قيمته 229 مليون دولار في مقاطعة سورسوجون، والذي يتوقع أن تبدأ عمليات تنفيذه في نهاية 2017.

10-الولايات المتحدة

تعد الولايات المتحدة موطناً لأكبر مجموعة من مصانع الطاقة الحرارية الأرضية في العالم حالياً، والتي تتركز في موقع جيسرز في كاليفورنيا، وتولد الولايات المتحدة ما يقرب من 15 مليار كيلووات ساعي من الطاقة الحرارية الأرضية سنوياً، وهو ما يعادل 25 مليون برميل من النفط، وتقع معظم مصانع الولايات المتحدة في الولايات الغربية مثل هاواي وألاسكا، وتحتل الطاقة الحرارية الأرضية رابع أكبر مصدر متجدد للكهرباء في البلاد، بعد الطاقة الكهرومائية والكتلة الحيوية والرياح، كما إن لديها المقدرة على توفير أكثر من 20 بالمئة من الإمداد الكهربي في الولايات المتحدة.

 

شارك
نشر المقال:
محمد حمزة