أصبح الانتاج المعرفى يشكل حجر الزاوية فى مستقبل الشعوب لما له من تأثيرات واضحة وملموسة على حياة هذه الشعوب وذلك من خلال سريان كامل لمحتويات هذا الانتاج داخل الشرايين الحيوية لاقتصاد الأمم سواء كانت متقدمة أو نامية. هذا الانتاج المعرفى الذى أصبح أحد أكبر التحديات التي تواجه الإنسانية في القرن الحادي والعشرين. حيث أصبح من الواضح أن النشاط المعرفى البشري، بما في ذلك الأبحاث العلمية المتميزة والاختراعات والابتكارات وريادة أعمال ، يسهم بشكل كبير في تطوير خريطة البحث العلمى ومن ثم فى تطوير وتقدم كافة مناحى الحياة الصناعية والزراعية والاقتصادية والبيئية.
انتاج معرفى أدى بدوره الى بزوغ شمس درجات مختلفة ومتعددة من التميز القائم على أرض صلبة من الطموح وثبات الهدف فى الوصول الى قمة الهرم المعرفى. هذا التميز الذى تسعى كافة دول العالم اليه من خلال هندسته ووضع آلياته لتحقيق التوازن وتعظيم الاستفادة منه. هندسة روافد التميز لن تكون بدون بذل العناية والرعاية والاهتمام الكافى ب ” أعلام ورموز ” هذا التميز من المتميزين فى التخصصات المختلفة الذين كان لهم السبق وتم اختيارهم فى التصنيف العالمى الجديد والمستمر فى قائمة جامعة ستانفورد الامريكية لأفضل 2% من العلماء حول العالم. ومع اهتمام الدولة المصرية بالعلم والعلماء ومع سعيها الدؤوب فى هندسة التميز ورعاية علمائها المتميزين ومع مكانة مصر المحلية والعالمية كدولة رائدة واعتمادا على ما لها من حضارة، كان لوزارة التعليم العالى والبحث العلمى العديد من الحقائب الهامة المتعلقة بتعظيم الاستفادة من منظومة الانتاج المعرفى سواء على المستوى التعليمى أو على المستوى البحثى والتى شملت على سبيل المثال لا الحصر العديد من البروتوكولات والتعاقدات والتحالفات بين الجامعات ومراكز الابحاث المحلية والدولية مع الاهتمام بكل المتميزين فى كل القطاعات العلمية المختلفة. وفى اطار تتويج الاهتمام بالمتميزين والتميز والعمل على هندسته، كان الذكاء المنقطع النظير من وزارة التعليم العالى والبحث العلمى وهيئة فولبرايت فى عقد مؤتمر التميز فى البحث العلمى: مستقبل الانتاج المعرفى فى مصر، وذلك فى عاصمة النور ” العاصمة الادارية الجديدة” مع أفضل 2% من العلماء المصريين على مستوى العالم طبقا لجامعة ستانفورد الامريكية وفى حضور وبدعوة كريمة من معالى الاستاذ الدكتور محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالى والبحث العلمى بالتعاون مع هيئة فولبرايت مصر. ومن أجل هذا وذاك ومن أجل التنظيم التقنى الجيد، فقد أطلقت “هيئة فولبرايت مصر” الدعوات المختارة الى العديد من رؤساء المراكز والهيئات البحثية تناشدهم فيها بالحضور وبصحبتهم عشرة علماء من مؤسساتهم من المختارين خلال الثلاث سنوات السابقة ضمن أفضل 2% من الباحثين المصريين على مستوى العالم طبقا لجامعة ستانفورد الامريكية فى تتويج وتكريم لهم ولهيئاتهم وليتشرفوا بالتعرف من معالى أ. د. الوزير المحترم على رؤية الوزارة لخريطة البحث العلمى فى مصر: الاختراع والابتكار وريادة الأعمال والصناعة. علاوة على احاطتهم علما بفرص فولبرايت للسفر للولايات المتحدة واستضافة خبراء أمريكيين مع عقد حلقات نقاشية فى مجالات البحث العلمى المختلفة. هذا المؤتمر وهذه الدعوة، يؤكدان للكافة مدى تأثير هؤلاء المتميزين فى منظومة البحث العلمى المحلية والدولية، علاوة على التأكيد على مدى ما تمتلكه الدولة المصرية من قوة لهندسة التميز ورؤيتها المستقبلية المستنيرة للانتاج المعرفى فى مصر.