أصبح موضوع صناعة مركبة تسافر بسرعة أكبر من سرعة الضوء أمر جاداً بالنسبة لناسا, حيث قامت بإصدار العديد من الصور التي تعبر فيها عن هذه الفكرة, وتظهر هذه الصور شكل المركبة المجهزة للتنقل عبر النجوم.
تم تصميم المركبة بالتعاون بين الفنان الهولندي (مارك رادميكر) ودكتور الفيزياء في ناسا (هارولد وايت), وتظهر هذه التصاميم طائرة تعمل بواسطة محرك الكبيار (Alcubierre), وهو محرك نظري (افتراضي), تم اقتراحه لأول مرة في عام 1994 كوسيلة للوصول إلى سرعة أسرع من سرعة الضوء.
يعمل محرك (Alcubierre) من خلال تشويه الزمان والمكان, عن طريق توسيع المساحة خلف المركبة, بالتزامن مع تضييق المساحة من أمامها, مما يؤدي إلى إنشاء ما يشبه الفقاعة الملتوية, التي تقوم بتحريك المكان والزمان حول الجسم, بدلاً من تحريك المركبة ذاتها بسرعات مستحيلة.
وبالرغم من الجنون الذي يحيط بهذه الفكرة, إلّا أن علماء الفيزياء اعترفوا بأن فكرة المحرك الملتوي قد تكون ممكنة من الناحية النظرية, إلّا أنها تتطلب كمية هائلة من الطاقة, ما يعادل كتلة من الطاقة تساوي كتلة كوكب المشتري، وهو كوكب تعادل كتلته 317 مرة كتلة الأرض.
كان الدكتور (وايت) قد أعلن في عام 2012 أنه قد تمكن من تعديل المخطط الأصلي لمركبة (Alcubierre) , حيث تمكن من تخفيض كمية الطاقة اللازمة لهذه المركبة، و الأمر الأكثر غرابة, أنه كان يعمل مع فريق من علماء ناسا لتطوير أفكاره, ولكن للأسف فإن هذه الأفكار لم يتم تطبيقها عملياً, وذلك يعود لكون التصميم يحتاج إلى استخدام مادة تدعى بـ “بالمادة الغريبة” كوقود للمركبة، وهذه المادة هي مادة نظرية (افتراضية) ويتوقع العلماء أنها ذات كتلة سلبية, ولحد الآن لا يوجد طريقة لتركيب المادة الغريبة، وهي تشبه بذلك المادة المظلمة، وهي مادة غريبة أخرى يثق العلماء بوجودها بالرغم من عدم رؤيتهم لها فعلياً، بناء عليه فلقد تضاءلت فرص استخدام المادة الغريبة إلى العدم.
كل ما تقدم يعني أن إمكانية السفر بسرعة أكبر من سرعة الضوء ممكنة التطبيق نظرياً, ولكن المتبقي حالياً نقل هذه النظريات إلى حيز الممارسة.
أخيراً، فإن وجود مركبة فضائية تسافر أسرع من الضوء يعني إمكانية السفر إلى النجوم القريبة خلال أسابيع فقط, وهذا يعني امكانية استكشاف عوالم جديدة تماماً, أو حتى الاتصال بالفضائيين, وعلى الرغم من أننا لسنا قادرين على تصنيع مثل هذه المركبة خلال الأجيال القليلة القادمة, إلّا أن هذا لا يعني أن لا نحلم بصناعة مركبة مماثلة.