معادلة بلاد الوعى المحجوب

مع احتواء معادلة الوعى على متفاعلات ومقومات وتصرفات العنصر البشرى، لابد أن يكون هناك نواتج ومخرجات وآثار قد تكون سلبية وقد تكون ايجابية. وتتوقف سلبية أو ايجابية المخرج أو المنتج على مدى اتزان هذه المعادلة وعلى طبيعة وقوة وتأثير المحفز الذى يجب أن يستخدم مع تعظم قيمته ومدى الاستفادة منه. عامل الحفز الصحى السليم القائم على مورفولوجيا العقل المتزن والهيكل المتكامل المتفق مع سلامة المنطق. تفاعلات  ونواتج درجة الوعى تتوقف على درجة العقلانية ومدى الاتفاق مع حقيقة منطق وأعراف الواقع وأصوله التى لا تعترف الا بكل صواب وتبتعد عن أى خطأ قد يقع ولو على سبيل الصدفة.  عامل الحفز الصحى السليم هو سيف الحق الذى يسفك دماء المتفاعلات والتصرفات الباطلة ويضحدها فى مهدها، وفى نفس الوقت هو ذلك السيف الذى لاتتأثر بحدته وقوة نصله كل المتفاعلات والتصرفات الصحيحة التى تتفق مع العقل والمنطق. فمعادلة الوعى المتزنة ذات النواتج الصديقة للبيئة لا تحتوى على مدخلات فلسفة الجهل ومزج كل ما هو باطل بالحقيقة الساطعة سطوع الشمس بل تستقبل كل المتفاعلات والتصرفات الطيبة الحسنة وتطلق لنا نواتج جديدة ومتجددة تغير وجه الحياة نحو الأفضل. فمعادلة الوعى الصحيح المتزن فهى التى تقترب من الحق وتعترف به وتجله وتقدره، فنجدها تقدر العلم والعلماء وتسحق بقوة ما يسمونهم بأهل الثقة الذين اتخذوا من التعريض اسلوب حياة وقانون يجب أن يكون. ان معادلة الوعى المتزنة المنتجة لكل ما هو طيب ، لا تعترف بمبدأ الشيطان وخطواته القائمة على أن الغاية تبرر الوسيلة. ولأن معادلة الوعى الحقيقى لا تعترف بأى تشدق بكلمات نابية تنبثق من أى ألسنة متطاولة، كان لابد من مقاومة وبتر كل لسان متطاول على الحق والحقيقة. ولكن هل يمكن أن نحقق اتزان معادلة الوعى الصحيح والسليم؟ قد لا نستطيع لأننا لن نستطيع الوصول الى البلاد المحجوبة التى تصورها وتمناها الشاعر العبقرى جبران خليل جبران حيث قال ”   يا بلادًا حُجبت منذ الأزل ……..كيف نرجوكِ ومن أي سبيل”. نعم لن تتحقق عدالة معادلة الوعى الصحيح لأننا لسنا فى البلاد المحجوبة التى جاء فى وصفها ” يا بلاد الفكر يا مَهد الأُلى….. عبَدوا الحقَّ وصلُّوا للجمال” . فعدالة معادلة الوعى الصحيح والبلاد المحجوبة صورتان لعملة واحدة لن تجدها لأنها كالمنام ” أمنامٌ يتهادى في القلوب……….. فإذا ما استيقظتْ ولَّى المنام”. فى النهاية لن نجد معادلة بلاد الوعى الصحيح الا فى أرواح طاهرة ونفوس نقية ” أنت في الأرواح أنوار ونار …………أنتِ في صدري فؤادي يختلج”.