لعل غالبيتنا يستخدم اليوم تقنية التعرف على الوجوه بصفات مختلفة، حيث عممتها شركة أبل Apple في هواتفها الجديدة من قائمة X وذلك باستخدامها لفتح الهواتف والولوج إلى البرامج.
تقنية مذهلة بكل تأكيد، ولكن ما هي استخداماتها الأخرى التي قد تجعل منها سلاحا ذو حدين؟
سنتحدث في هذا المقال عن أهم ما يحدد ملامح الفترة القادمة من ناحية علمية،
هاتفك .. مستشارك القادم للخلل الجيني
حسب شركة أمريكية جديدة إسمها FDNA وتتخذ من بوستن مقر لها فإن أنظمة الذكاء الصناعي سيكون قادرة في المستقبل القريب جدا عبر تقنية التعرف على الوجه من تحديد بعض الأمراض والمشاكل الجينية.
الخوارزميات موجودة بالفعل حسب ما تؤكد الشركة التي جمعت بيانات من أكثر من 2000 عيادة، في 130 دولة، وهو ما تشير إليه دراسة أجرتها مجلة نيتشر مؤكدة تفوق الخوارزميات على الجهد البشري.
شملت الدراسة 170 الف طفل، يعانون من أكثر من 200 خلل جيني، وتمكنت هذه الخوارزميات تشخيص ما يقرب من 64٪ من الحالات بشكل صحيح.
رغم أن هذه النتائج غير مرضية، فإنها تبقى أفضل بكثير من التشخيص البشري الذي تبلغ نسبة الصواب فيها حوالي 20٪ فقط.
مطارات العالم الجديدة … بلا توقف قبل الصعود للطائرة
مطارات العالم الجديدة … بلا توقف قبل الصعود للطائرة
كثيرون منا تزعجهم اللحظات الأخيرة قبل الصعود إلى الطائرة، يسألك العاملون في شركة الخطوط عن تذكرة الصعود Boarding pass يقومون بمسحها، ثم تعطى الإذن بالصعود إلى الطائرة.
هذا الإذن الأخير يسمح للعاملين في الخطوط تحديد هويتك للمرة الأخيرة، والتأكد من أنك صعدت إلى الطائرة قبل إقلاعها، وبذلك يتم تحميل أمتعتك إلى الطائرة.
النظام الجديد والمستخدم الآن في مطار لوس أنجلوس في الولايات المتحدة الأمريكية، يتيح للركاب السير في بوابات إلكترونية، تتأكد من هوياتهم بناءا على صورهم المسجلة سابقاً باستخدام خوارزميات الذكاء الصناعي بشكل أساسي.
عملية مسح بسيطة للوجه، تتعرف من خلالها الأجهزة انك الشخص الصحيح، صاحب التذكرة، وبالتالي تفتح لك البوابة ويسمح لك اجتيازها لتصبح في طريقك للطائرة. دون تدخل بشري.
لا مكان للإختباء
تخيل لو أن السلطات تبحث عن شخص مطلوب للعدالة، أو تريد تحديد مكان إختباء شخص معين.
لا يتطلب الأمر أكثر من ظهوره أمام إحدى الكاميرات المرتبطة بالشبكة العامة للدولة، وهي كاميرات متواجدة في كل مكان بالفعل، حيث توجد في الصراف الألي الذي تستخدمه، أو في الطرقات، أو مداخل البنايات والفنادق والشركات وغيرها.
فكل كاميرا يمكن أن تتصل بالإنترنت، يمكن لأجهزة المراقبة التعرف عليك من خلالها.
بعدها يأتي الدور على برامج الذكاء الصناعي المختلفة والتي يمكنها أن تحلل صورة الشخص المطلوب، وتتبعه دون تدخل بشري، لتعرف أين أكل، ومع من التقى وبمن إتصل وتعطي تقريرا مفصلا حول مكان وجوده.
خدمة رائعة أليس كذلك؟ ولكن ماذا لو سقطت هذه الأدوات في يد دكتاتور يحاول تعقب معارضا للدولة؟
أو ماذا لو كانت هذه الأدوات في الأيادي الخاطئة؟ هل ستبقى هذه الخدمة مناسبة لنا؟
مقدم الأخبار الإفتراضي
هل تذكرون مقدم الأخبار في وكالة الأنباء الصينية التي قدمها روبوت؟ (يمكنكم القراءة أكثر عنها هنا)
رغم جنون الفكرة لكنها لا تزال في البدايات، خوارزميات الذكاء الصناعي قريبا ستقول عنا ما لم نقله.
فهذه الخوارزميات باتت قادرة على التعرف على وجوهنا بشكل كامل، تدرس تفاصيل التفاصيل فيما يتعلق بحركة الوجه وطريقة تعبيره، صفناته وحركاته. ثم تركبها على صورة ثابتة لتجعل منها فيديو متحرك.
العديد من التجارب أجريت على أنظمة كهذه، وجميعها وصل إلى نتائج مذهلة، حيث لن نستطيع في المستقبل التفريق بين ما هو حقيقي وما هو مزور بسبب مقدرة هذه الأنظمة على خلق تطابق كامل مع الواقع.
إلى أين يمكن أن تأخذنا تقنيات مسح الوجوه والتعرف عليها؟