من هناك، من بعيد، اعتدنا أن يبزغ شعاع تصنيف جديد لم يتعد عمره أصابع اليد الواحدة، تصنيف فرض نفسه وبقوة فى أرجاء المعمورة العلمية دون أى وساطة أو محسوبية. فى البداية اعترض عليه المعترضون، ولكنه لم يعبأ بصراخهم، فالصراخ لن يجدى أمام جهد سنين عمر قد مضت، ولن يؤثر فى زمن طويل ممتد بامتداد الحياة قد احتوى بداخله على حصاد علوم مضيئة أضاءت الكثير من القلوب قبل العقول. واستمر الأمر هكذا، حتى انتبه من غاب عنه هذا الحدث فى بدايته ، وذهب وفى عجالة يلملم شتات حاله وماله ليصرخ هؤلاء المعترضون صراخا من نوعا آخر عندما وجدوا قادتهم يقدرون ويثمنون هذا الحدث الحادث التأثير فى بلورة البحث العلمى. حيث اهتزت هذه البلورة اهتزازا كبيرا وتأثرت أبعادها وتغيرت زوايها بحدث أدى الى ظهور خواص شكلية ومورفولوجية جديدة انبثقت من تغيير واضح فى الشكل والحجم البلورى أدى الى الوقوف وبصدق على بداية طريق التقدم واستحداث الكثير من المنتجات المستقبلية البازغة. هذا الحدث وهذا الشعاع الذى أطلقه أحد الباحثين المرموقين بجامعة ستانفورد الأمريكية التى تعد من أفضل الجامعات البحثية على مستوى العالم ناهيك عن تصنيفها التعليمى. هذا الحدث الذى أطلق عليه ” تصنيف أو قائمة جامعة ستانفورد لأفضل 2% من العلماء حول العالم”، حدث ينتظره الكثير بل كل الباحثين حول العالم لينقبوا عن أسمائهم فى هذه القائمة ويستخرجوا ثمرة جهدهم ونتيجة عملهم المتواصل بادراج أسمائهم المضيئة بين طيات هذه الوثيقة الهامة. ففى كل عام وعلى مدار خمسة سنوات كانت بدايتها فى عام 2019م، حيث كان صدرت هذه الوثيقة كأول مخطوطة علمية ذات عناونين مختلفة باختلاف أعوامها المتعددة فى دار النشر العلمية العالمية ” السفير”. أما عن الحدث أو التصنيف فى حد ذاته فلقد كانت معايير ترتيب الباحثين الذين تم إدراجهم فيه وفقًا لعدد الاستشهادات، ومعامل قياس الإنتاجية “H-Index”، والتأليف المشترك.
وعلى أرض الكنانة وقبل صدور وانطلاق النسخة الخامسة من هذا التصنيف، وتحديدا فى شهر أغسطس 2023م التقطت وزارة التعليم العالى والبحث العلمى خيط هذا الشعاع الثمين، وأطلقت وبذكاء شديد فعاليات مؤتمر التميز فى البحث العلمى: مستقبل الانتاج المعرفى فى مصر. هذا المؤتمر المتميز الذى كان عبارة عن تكريم وتكليف مؤسسى لعلماء متميزين، حيث اقتصر فى دعوته وحضوره على كل قيادات التعليم العالى والبحث العلمى المصرى وعلى نخبة مختارة من العلماء المتميزين المختارين (والذى كان من بينهم كاتب هذا المقال) فى هذا التصنيف اعتمادا على تكرارية ادارجهم فى هذا التصنيف وعلى انتاجهم المتميز وعلى أنهم وأترابهم هم أصل الاقتصاد المعرفى. علاوة على أنه قد قام فريق عمل من بنك المعرفة المصري بالاستعانة ببيانات السيفال المقدمة من إلسيفير لإعادة رؤية هذا التصنيف من خلال ليس فقط حجم أبحاث الباحثين المصريين فترة إنجاز الأبحاث منذ بداية النشر حتى عام 2023، ونسبة الاستشهادات من إجمالى إنتاج الباحث، وعدد الأبحاث بالمشاركة مع باحثين أجانب، وعدد الأبحاث المنشورة فيQ1، بل طبقًا لجودة أبحاثهم مع الاخذ في الاعتبار تأثير الاقتباس المرجح بمجال الاختصاص، ومن هنا كان أساس الدعوة وتقنين الحضور فى هذا المؤتمر.
وفى النهاية وعلى ما نعتقد أن هذا الشعاع التصنيفى الجديد سيظل شعاع أمل مستمر فى الاشعاع مع اتساع دائرة انتشاره وتزايد قوته وتأثيره بل وجذب وتشجيع المزيد والمزيد من الباحثين المتميزين الذين سيصبحون بمشيئة الرحمن “عز وجل” شموسا علمية تزيد من تعمير الأرض واعتلاء الفضاء بل والتنقيب واكتشاف كل ما هو ثمين ومفيد للبشرية جمعاء.