طرقات بسيطة وقوية جاءت من بعيد لتلامس باب حياتى، انها طرقات أبى المرتدى ثوبه الأبيض والقادم الى من العالم الأخر ليقرأنى كلماته الطيبة ولمساته الحانية التى داعبت قلبى ومسامعى منذ صغرى. فما كان منى غير أنى اعتدلت فى جلستى وقبلت رأسه ويده، ودعوت له بكامل الرحمة والمغفرة من رب العباد، لأنه لم يكن أبى فقط ولكنه كان وسيظل هو الجامعة التى تعلمت فيها ما لم أجده من علم فى أى جامعة درست فيها نظرا لما وجدته فيها من خطط وبرامج دراسية طموحة وواعدة. جامعة أبى هى كغيرها من الجامعات العريقة التى تضم الكثير والكثير من المعاهد والكليات العلمية التى تدرس فيها الآداب والفنون والعلوم. ولكن كل ما تعلمته فى جامعة أبى لم يتوقف عند ما تعلمته من دروس الآداب والفنون والعلوم التقليدية القائمة على محور أساسى وجوهرى لم ولن أجده فى أى منهج تقليدى موجود فى أى جامعة أخرى، حيث كانت نواة التقليدية فى جامعة أبى ما يسمى ب ” شرف الكلمة”، أى أن جامعة أبى ليست كغيرها من الجامعات العادية. فكما تم انشاء الكثير من الجامعات على أنها غير هادفة الى الربح، كانت جامعة أبى تهدف الى احترام قدسية الكلمة ومعرفة معناها والحفاظ على قيمتها. فلم تهدف جامعة أبى الى أى ربح غير ربح الكلمة فكانت الكلمة فى جامعته هى كما جاءت فى قصيدة ” شرف الكلمة” للشاعر والأديب والمفكر والمؤلف المسرحي عبد الرحمن الشرقاوي في «الحسين ثائرا» والتى تضمنت ما يلى: ” مفتاح الجنة في كلمة… دخول النار على كلمة.. وقضاء الله هو كلمة… الكلمة نور.. وبعض الكلمات قبور.. وبعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري…الكلمة فرقان ما بين نبي وبغى.. بالكلمة تنكشف الغمة.. الكلمة نور… دليل تتبعه الأمة.. عيسى ما كان سوى كلمة. أضاء الدنيا بالكلمة وعلمها للصيادين فساروا يهدون العالم.. الكلمة زلزلت الظالم.. الكلمة حصن الحرية.. إن الكلمة مسئولية.. إن الرجل هو الكلمة شرف الرجل هو الكلمة شرف الله هو الكلمة”. ولم تتوقف محاور جامعة أبى عند محور ” شرف الكلمة” ولكنها غرست فى قلبى وعقلى كل ما تسعى اليه كل الجامعات من بث روح ريادة الأعمال والابداع والابتكار من خلال تقليل حاجز الطاقة والوصول بكامل المتفاعلات الى نواتج فى اتجاه طردى فى أقل وقت وبأقل امكانيات. جامعتى ” جامعة أبى” ألقت ببذور الفكر الثاقب فى صحراء الحياة ، حتى نمت واخضرت حبات رمالها وفجرت أنهار علومها وعلت أشجارها وتساقطت ثمارها لتلبى رغبات كل محب لعلم وباحث عن حقيقة الحياة. جامعة أبى اهتمت بكل تفاصيل البلورة الانسانية التى لم تغفل الزوايا الموجودة بين أضلاعها، ولم تهمل أيضا الثابت البلورى، كما اهتمت بكثافة البلورة واهتمت أكثر وأكثر بالاجهاض الملازم والموجود بهذه البلورة. جامعة أبى لم تبخل ببذل كل نفيس وغالى حفاظا منها على أن يكون كل ما ينتج عنها على درجة عالية من الجودة والرقى. فان أردت الالتحاق بجامعة أبى فما عليك الا أن تدخل من باب شرف الكلمة كى تتعلم وتتقن وتمارس بين قاعاتها ما معنى الكلمة؟ بل وما هى قيمة الكلمة؟، ثم تنطلق فى دروبها المختلفة لتمارس ماهية الفكر الثاقب القائم على اقتصاد المعرفة، وفى نهاية رحلتك الجامعية سوف تخرج راضا مرضيا من باب ريادة الأعمال والابداع والابتكار.
جامعة أبى

شارك المقالة
** أستاذ تكنولوجيا المواد المتقدمة والحفز. المركز القومى للبحوث
** أحد أفضل 2% من العلماء حول العالم طبقا لقوائم جامعة ستانفورد الأمريكية.
** خبير فى البحث العلمى وريادة الأعمال والابداع والابتكار.
** خبير قانونى.