برز الدكتور سعيد إسماعيل، مدير برنامج قطر جينوم، عضو مؤسسة قطر، والأستاذ المساعد في كلية العلوم الصحية والحيوية في جامعة حمد بن خليفة، كواحد من ألمع الأسماء العربية في مجال علم الجينوم. وتُمثّل رحلته العلمية الثرية، وهو صاحب الخبرات المتعددة في مجالات البحث والتعليم والاستشارات، انعكاسًا لالتزامه الراسخ بتعزيز البحوث وتكريسا لتضامن العربي في المجتمع العلمي.
يحمل الدكتور سعيد درجة الدكتوراة في العلاج الجيني من جامعة أكسفورد البريطانية، وتتركزخبراته وأبحاثه في مجال علم الجينوم، الذي كان شغوفًا به منذ صغره، وليستمر هذا الشغف طوال حياته المهنية.
يقول الدكتور سعيد: “بدأ كل شيء عندما ذكر أمامي أحد الأصدقاء مصطلح ’الهندسة الوراثية‘ عَرَضًا، كان ذلك في الثمانينيات عندما كنت ما أزال يافعًا. فسألته مستغربًا: وما علاقة الهندسة بعلم الوراثة؟” شرح له صديقه بعدها كيف أن معرفة التركيبة الجينية للفرد من حيث القابلية للمرض سيمكّننا يومًا ما من توفير علاج جيني مخصص. ويضيف: “لقد أثار اهتمامي بعلم الجينوم من خلال هذه المحادثة”.
كجزء من رسالته الهادفة إلى إتاحة وصول الباحثين العرب إلى أحدث الأبحاث العلمية، أطلق الدكتور سعيد مبادرة “بالعربي” الطامحة لتحسين المحتوى الطبي والعلمي باللغة العربية على الإنترنت، حيث أدرك الحاجة إلى سد الفجوة اللغوية على هذا الصعيد، فشرع في إتاحة محتوى علمي عالي الجودة للناطقين باللغة العربية.
كما يكرس الدكتور سعيد جهوده لإلهام الجيل القادم من العلماء العرب من خلال عضويته في مجلس إدارة معهد فاي للعلوم.
لم يأت اختيار الدكتور سعيد دولة قطر لعمله البحثي في علم الجينوم عبثًا، بل كان قرارًا مدروسًا بعناية. فبعد أن تلقى عروضًا من مؤسسات عالمية مرموقة مثل كلية الطب في جامعة هارفارد، اختار الدكتور سعيد العمل في دولة عربية إسلامية، بما يتيح له متابعة أبحاثه المهمّة وتقديم مساهمة نوعية لمجتمعه في آن معًا. وهنا جاء اختياره دولة قطر التي قدمت له مزيجًا مثاليًا من التميز الأكاديمي، وفرص البحث، إضافة إلى المنظومة الداعمة التي توفرها مؤسسة قطر.
بصفته مديرًا لبرنامج قطر جينوم، كان للدكتور سعيد، دور محوري في تعزيز مكانة قطر في التقدّمالعلمي العالمي. إلى جانب التركيز على علم الجينوم، يسعى برنامج قطر جينوم الذي يتولى قيادته الدكتور سعيد، إلى تعزيز حلول الرعاية الصحية المخصصة والارتقاء بالطب الدقيق. كذلك، يُجسد برنامج قطر جينوم، مدفوعًا بالرغبة في تحقيق التضامن العربي، تعاون وتعاضد مختلف الجهات المعنية، بهدف تحسين مخرجات الرعاية الصحية وبناء مجتمع علمي راسخ في العالم العربي.
وعلى الرغم من التحديات، فإن البيئة الديناميكية والحيوية في قطر كانت ميّزة مهمةً لبرنامج قطر جينوم. ويقول الدكتور سعيد: “الصعوبات في قطر ضمن الحدود الدنيا، وذلك يعود لأنها مكان ديناميكي وحيوي جدًا، خاصة تحت مظلة مؤسسة قطر التي توفر جميع عوامل النجاح الأساسية ضمن منظومة واحدة”.
من خلال استثمار الموارد التي تتمتع بها هذه المنظومة، استفاد الدكتور سعيد وفريقه من المرافق الحالية لتنفيذ مثل هذا المشروع الجيني واسع النطاق بنجاح، وبكفاءة عالية تمكنوا من تعزيز مكانة قطر كدولة رائدة في مجال الطب الدقيق من خلال إقامة علاقات تعاون قوية مع مختلف مراكز الأبحاث والجامعات والمستشفيات.
تُقدم رحلة الدكتور سعيد إسماعيل العلمية المميزة نموذجًا ملهمًا عن قدرة الاستكشاف العلمي على تغيير حياة الناس نحو الأفضل، وتمهيد الطريق لمستقبل أفضل، ودليلًا على روح التضامن العربيالحيّة.