عودةُ ممنونة مع أُولى حلقات برنامج نجوم العلوم اكس من موسمه العاشر. شهدت الحلقة الأولى بدايةً حامية بين المتسابقين ولجنة التحيكم، إذ إنّ مواضيع تصفيات الموسم العاشر بدأت مع الحوسبة وتكنلوجيا المعلومات، وكان أبرز عنواينها هو الذكاء الاصطناعي. مشاركون كُثر من كل أنحاء الوطن العربي، ومنهم من تجاوز تلك الحدود وقدم من أقصى الشرق، من كوريا بالتحديد ليساهم بفكرته.
عدة أفكار علمية بين المقبولة والمرفوضة من قبل لجنة التحكيم، كانت حاضرةً في الحلقة الأولى من برنامج نجوم العلوم. بالنسبة للمشاركين تمثل التحدي الأكبر لهم هو في مواجهة اللجنة، لا سيّما تجاوز رهبة المكان ومحاولة توظيف المصطلحات العلمية بشكلها الصحيح. القليل ممن خانتهم ألسنتهم في وصف أفكارهم علميًا بطريقة سليمة مما قادمهم في نهاية المطاف إلى الاخفاق في إقناع لجنة التحكيم التي تتكون من ثلاثة مختصين.
تمحورت أفكار المشاركين الأوائل حول المشاكل التي تصاحب الثورة المعلوماتية والحلول لتلك المشاكل، كما طرح المتسابق السوري القادم من ألمانيا خالد الحايك حلًا لما يُعرف بمرض زومبي الهواتف الذكية، وهو وصف لحالة مدمني الهواتف الذكية وكيف أنها تقوم بعزلهم عن المحيط المجاور مما يؤدي إلى وقوع حوادث سير، والحل يكمن في تركيب مستشعر يقوم بكشف الأجسام السريعة القادمة نحو المستخدم، فكلما اقترب الخطر، ازداد شدة التنبيه حتى تنطفئ الشاشة تمامًا لكي يتم تدارك الموقف.
وعلى مستوى السلامة والأمن الشخصي من التجسس، قامت المتسابقة سيليا خشني بابتكار جهاز رصد وتشويش طائرات الدرونز لحمياة المنزل يعمل على خوارزمية خاصة، وذلك عبر إبعاد الطائرات التي تعمل بلا طيّار عن المكان المعني أو تعطيل آلة التصوير في الطائرة، ويتطلب الأمر قدرةً ومعرفة عالية من اختراق وقرصنة الأجهزة كما أوضحت المُشارِكة.
لم تنل استحسان لجنة التحكيم بعض الأفكار التي قد تُعد حلًا لمشاكل تواجه أبناء الشعب العربي في آلية اختيار الفاكهة الناضجة، مثل البطيخ، فبدلًا من التطبيلِ عليها ومحاولة تحليل صوتها بطريقة تقليدية، قام المشارك التونسي محمد رامي بابتكار جهاز صغير يكشف نوعية البطيخ، يقول رامي “يقوم الجهاز بالنقر على البطيخ ثم يستقبل الموجات الصوتية الصادرة عن طريق المايكروفون وبعد تحليل هذه الترددات الصوتية، يعطي هذا الجهاز إشارة مرئية للمستهلك.” هو أشبه بأن تمنح فرصة للفاكهة أن تتحدث، لكن لم يكن ذلك شافعًا للجهاز لكي يعبر إلى المرحلة التالية، إذ إنّ اللجنة عللت ذلك بأنّ هذا الجهاز لا ينتمي للثوة الصناعية الرابعة عصر الذكاء الاصطناعي وإنما ينتمي إلى الثورة الصناعية الثانية حقبة السبعينيات من القرن الماضي.
مجددًا لم يخلُ برنامج نجوم العلوم من المفاجأت الغريبة، قامَ طاقم الاعداد بتحضير مفاجأة للجنة التحكيم عبر الاستعانة بممثلة تجيد اللغة الفرنسية لكي تصدم الحكام باختراع تطرحه إليهم باللغة الفرنسية، لمحاولة الكشف عن مواهب الحكام في إيجاد اللغات الأجنبية، وقد تم تدارك الموقف بطريقةٍ طريفة.
وكمبادرة من قبل خريجي نجوم العلوم، ظهر عدةُ متسابقين سابقين لإمداد الدعم للمشاركين الجدد عبر تحديد أبرز التحديات التي من الممكن مواجهتها، يقولُ فؤاد مقصود الحاصل على المركز الأول من نجوم العلوم في نسخته السابقة “يعتقد المشاركون القادمون إلى برنامج نجوم العلوم أنّ هناك سر يتعلق بنا، وفي الحقيقة السر يكمن بكل مشارك في داخله، يجب عليه إظهاره.”
في نهاية يومٍ طويل، كانت المحصلة من مشاركات لائحة المرشحين في أول حلقة من الموسم العاشر هي ستة متأهلين فقط إلى المجلس العلمي. فبعد انقضاء الأسبوع الأول الذي كان يدور حول موضوع الحوسبة وتكنلوجيا العلوم، سيشهد الأسبوع القادم حلقة جديدة بموضوع جديد وهو الصحة والطب الحيوي، مع ترقب لابتكاراتٍ جديدة من نجوم العلوم السبت المقبل.